*درجنا على الاحتفاء بالمحطات التأريخية المهمة في السودان بطريقتنا الخاصة‘ نستلهم منها الدروس والعبر ونحن نسعى إلى بناء مستقبل أفضل لنا جميعا.
*أثبتت كل هذه المحطات التأريخية التي تحققت فيها انتصارات شعبية أهمية وحدة الإرادة والاتفاق القومي على اهداف مشتركة تكون دافعاً قويا لتحقيقها.
*حققت وحدة الإرادة الشعبية في السودان معجزات سياسية مشهودة مثل الاتفاق على إعلان الإستقلال من داخل البرلمان في عام1955م ،وثورة أكتوبر 1964م، وإنتفاضة مارس ابريل1985م، وثورة ديسمبر الشعبية في في ديسمبر 2018م لكنها كلها انتصارات منقوصة.
* الدافع المشترك في كل هذه المحطات التأريخية كان التطلع للانعتاق من سلطة القهر والتسلط، سواء كانت سلطة الاستعمار أم سلطة الأنظمة الاستبدادية، و ظل غياب الإتفاق على مستقبل الحكم سبباً في كل إنتكاساتها.*لم يفلح القمع ولا القوانين المقيدة للحريات ولا قوة السلطة وجبروتها في قهر الإرادة الشعبية عندما توحدت بمختلف الوان طيفها وقواها السياسية والفئوية.
*الحراك الشعبي العفوي الذي انتظم عبرصيغ جبهة الهيئات في أكتوبر 1964م أو التجمع الوطني بشقيه السياسي والنقابي في 1985م، ساندته قوات الشعب المسلحة بدور مؤثر وفاعل، تماماً كما حدث عندما توحدت الإرادة الشعبية ضد نظام الإنقاذ، ونجحت في تنحية الرئيس البشير بعد أن تسلط على الحكم ثلاثين عاماً.
* للأسف لم تصمد وحدة الإرادة عقب الانتصارات وبدأت الخلافات والصراعات حول السلطة الأمر الذي بات يهدد ثورة ديسمبر الشعبية، لكن هناك ميزة نوعية لهذه الثورة، وهي أنها ثورة وعي خاصة وسط الشباب الأقدر على حراستها من كل المؤامرات والفتن.
*من الأسباب التي أجهضت إنتفاضة مارس أبريل ظهور الخلافات بين الأحزاب، الأمر الذي قوى سلطة المجلس العسكري الإنتقالي، إضافة لموقف “الحركة الشعبية” في جنوب السودان التي لم تعترف بانتصار الإرادة الشعبية ورأت ما تم “مايو2” واستمرت الحرب الأهلية بكل تداعياتها السالبة، ويتكرر خطأ الحركات المسلحة بعد انتصار ثورة ديسمبر الشعبية الأمر الذي عطل قيام المجلس التشريعي، وتسبب في بطء خطوات تحقيق السلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
*كما قلنا مراراً وتكراراً نحن لا نهدف من مثل هذه الوقفات التحسر على مافات من تاريخنا الوطني، لكننا نتطلع لإلى الاسترشاد بهذه التجارب العملية كي نتجاوز سلبياتها ونبني على إيجابياتها ،ونحن نعمل على استكمال استحقاقات السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان واسترداد الديمقراطية، وبسط العدالة الاقتصادية والاجتماعية في سودان المستقبل.