ترتفع عقيرتهم هذه الأيام سخرية من كرونا، وينتقدون سرا وعلانية أي إجراءات للحد من التجمعات تتخذها السلطات الصحية بالسودان، متعللين ومتباكين بأن الكرونا لا تقتل إنما صفوف الخبز هي التي تقتل !!
مشكلة هؤلاء أنهم يلهثون شمالا ويمينا بحثا عن أي نافذة ليعيدوا من خلالها نظامهم المخلوع. لا يهمهم أن تكون هذه النافذة هي نشر كرونا وسط أبناء الوطن، أو وأد مساعي الناس لدعم وطنهم ماديا في زمن الشدائد والأزمات، ويصطادون في كل ماء عكر لبث الفتن الدينية والتشكيك في عقائد الناس لا يردعهم في ذلك دين أو ضمير أو أخلاق.
إن المزايدة بصفوف الخبز لتبرير أحقيتهم بالتجمهر وتهديد الأمن المجتمعي كله دليل غفلتهم، فذاكرتهم الذبابية لو رجعت إلى ٢٠١٨ (القريبة هذه) لتذكروا كيف كنا نقف في صفوف الرغيف بالساعات الطوال، وكيف كنا نهدر سحابة اليوم في صفوف غاز الطبخ!
المزايدات بالأزمات الموروثة تكشف الغرض في نفوسهم، ولو كانوا من ذوي الألباب لتذكروا أن عهدهم البائد حين وفر الخبز قبل أن يشطر البلاد .. وفر معه برومات البوتاسيوم .. ليأكل الأبرياء أفتك المسرطنات .. غاضين الطرف عمن ملأوا السوق بهذه المواد .. لأنهم شركاء بالعمد أو التغاضي .. لو كانوا يعلمون.
ومالنا نكتفي بالخبز وقد نال عهدهم البائد نوط الجدارة في قتل الناس بالسموم، فكم يجتهدون في المسارعة بقفل الملفات حين يأتي الحديث عن فضيحة دفن المخلفات البشرية لإحدى الدول الأوروبية بالسودان، وهي مخلفات الصرف الصحي، لكي تتخلص منها تلك الدولة .. ولكي تساهم في تخصيب الأراضي الزراعية في السودان !!
وهم يقفلون الملفات حين يتطرق شخص لما قيل عن النفايات المشعة التي احتضنها تراب السودان بثمن لا أحد يعرفه .. لتنتشر حالات الإصابة بالأورام في ديار أهالينا سواء في الجزيرة أو الشمالية أو غيرهما.
هم يفعلون ذلك مراهنين على أن الناس ستنسى وكيف لهم النسيان وفي بيوتهم شهداء ومعوقون وأرامل وأيتام بفعل حروب الإنقاذ العبثية، مثلما تجثم الحوادث الغامضة نازفة في القلوب وتحتاج إعادة التحقيق فيها لمن كانوا ضحايا الطيران أو فواجع السير المرورية أو الاختفاء المريب .. وكلها بؤر لرفع علامات الاستفهام حولها ..
إنهم يختبئون حول أجندة وطنية يتخذونها ستارا، مستفيدين من أجواء حرية استكثروها في عهدهم على السودان ..ليقتلوا كل السودانيين بالكرونا أو غيرها .. كي يعودوا ويحكموا الجماجم لا الأحياء.
اسمعوهم وهم يهتفون : (الليلة ما بنرجع.. إلا البشير يرجع) ..لتعرفوا غاية آمالهم الخاسئة.
بئس الشراذم !