كنت ومازلت من أكثر المتشددين في القول إن الجبهة الثورية لا تقل خطورة عن المكون العسكري في مواقفها ضد ثورة ديسمبر العظيمة . وكتبت كثيرا ًمن قبل باستحالة الوصول إلى أي اتفاقيات سلام حقيقية مع هذه الجبهة.
ومهما ( جعجع) عرمان أو جبريل أو مناوي انهم جزء من الثورة، وأنهم ينشدون السلام الشامل، فهم كاذبون، والحقيقة أنهم ينشدون السلطة الكاملة، والسيطرة الكاملة على ثورة الشباب.
وإذا لم يكن الأمر كذلك فبماذا نسمي مخرجات اجتماع مجلسهم الثوري، الذي انعقد يوم 13 ابريل 2020م في جوبا؟
أولاً رفضوا المصفوفة التي خرجت من الاجتماع المشترك بين مجلسي الوزراء والسيادة وقوى الحرية والتغيير . وصبّوا جام غضبهم على قوى الحرية والتغيير، وفي الوقت ذاته، بدؤوا غزلاً فاضحاً تجاه مجلسي السيادة والوزراء ولجان المقاومة!
أقرؤوا معي نص بيانهم: “ستتعامل الجبهة الثورية مع لجان المقاومة والشارع ومجلسي الوزراء والسيادي فيما يخصّ شأنهم العام دون الوقوع في فخ محاصصات الحرية والتغيير في الخرطوم”.
وأقرؤوا أيضاً الفقرة الأخطر في بيانهم: “سندرس تكوين جسم آخر للحرية والتغيير إلى حين توحيد المؤسسين لقوى الحرية والتغيير على أسس صحيحة بعد تحقيق السلام”.
وهنا لا أريد أن أذكرهم أن كتلة نداء السودان والذين هم ( أي الجبهة الثورية) مكون من مكونات،ه ونداء السودان مكون أساسي لقوي الحرية والتغيير هذا فقط للتذكير، فإن الذكري تنفع المؤمنين.
قطاعات كثيرة من مكونات ثورة ديسمبر رفضت محاصصات قوى الحرية في تعيين الولاة المدنيين، ولكن لم يتخذ أي قطاع منهم مثل موقفكم المتطرف لدرجة أنكم تسعون إلى نسف قوى الحرية من أساسها.
وأؤكد لكم أنكم ستفشلون في سعيكم إلى أن لجان المقاومة التي تسعون إلى تحييدها بخبث شديد لن تترك قوى الحرية وتضع يدها في أياديكم المرتجفة.
ودعوني أسألكم بوضوح .. الاجتماع الذي خرج بالمصفوفة التي رفضتموها تم عقده بحضور المستويات الثلاثة: “مجلس السيادة ومجلس الوزراءوقوى الحرية والتغيير”، وخرجت المصفوفة بموافقة كاملة من المستويات الثلاثة، أليس كذلك ؟
لماذا هجومكم فقط على قوى الحرية .. لماذا لم تهاجموا مجلس السيادة ؟ لماذا لم تهاجموا مجلس الوزراء؟
ما لا تستطيعون قوله .. سأقوله لكم .. مجلس الوزراء بالنسبة إليكم أصلاً لا يعدوا أنه ( تمومة جرتق) فقط لا أكثر ولا أقل .
أنتم في الأساس تسوقون غزلكم الفاضح تجاه مجلس السيادة، وتركزون فيه في المكون العسكري، وفي المكون العسكري أيضاً تغازلون حميدتي تحديداً!
أما إضافة مجلس الوزراء ولجان المقاومة والشارع هي فقط لذر الرماد في العيون، وإضافة بعض ( البهارات) لموقفكم الهزيل على أمل تمرير فكرتكم البائسة.
الذي لا تريدون فهمه أن لجان المقاومة التي تسعون إلى ضرب اسفين بينهم وبين قوى الحرية والتغيير أكبر وأوعي من أن تقع في أحضان جبهتكم. وهي العين التي تسهر لحماية ثورة ديسمبر من قوى الردة، ومن القوى التي تريد أن تصل إلى كراسي السلطة وبأي ثمن مثل جبهتكم.
مبروك عليكم حميدتي ومبروك عليكم التعايشي ( واللببيب بالإشارة يفهم)، وللثورة لجان مقاومة تحميها، فلا تلعبوا بالنار؛ لأنها ستحرق أصابعكم أو لا قبل أن تحرق أصابع قوى الحرية والتغيير.
حمى الله وطننا من الكورونا ومن الجبهة الثورية .