مازالت الجبهة الثورية تتمترس خلف مواقفها المتعنتة في تعيين الولاة المدنيين، وذلك باسباب في رأيي الشخصي أنها واهية، ولا تتسق وروح الثورية التي تدعيها.
بل تمادت أكثر من ذلك، ورفضت قبول المصفوفة المتفق عليها بين قوى الحرية والمجلسين السيادي والوزاري، وسبب رفضهم أنهم لم يشاركوا في وضع المصفوفة، وبالتالي هي غير ملزمة لهم حتى يتم تعديلها وبمشاركتهم !!
سأنقل لكم الفقرة رقم (2) من خطابهم المرسل للحكومة الانتقالية بالنص حتى تتبينوا مدى النرجسية التي تعيشها الجبهة : “المصفوفة التي بني عليها قرار تعيين الولاة، وتشكيل المجلس التشريعي كتبت في غياب الجبهة الثورية، رغم أنها شريك أصيل في صناعة الثورة، وفي عملية السلام، وعضو مؤسس في قوى الحرية والتغيير، وحتى يستقيم الأمر هناك ضرورة لإعادة المصفوفة إلى طاولة الرسم؛ لتشارك الجبهة في إنتاج مصفوفة معدلة تأخذ في الاعتبار آراء الجبهة” انتهت الفقرة.
وهذا تناقض غريب وعجيب ومدهش من الجبهة . هم يعترفون أنهم أعضاء مؤسسون لقوى الحرية والتغيير ..حسناً فلنتفق معكم في هذه الجزئية، هذا يعني أنكم جزء لا يتجزأ من قوى الحرية، أعتقد انكم تتفقون معي حتى هذه النقطة.
وقوى الحرية والتغيير التي أنتم جزء لا يتجزأ منها هي الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، وهي التي وقعت الوثيقة الدستورية مع المجلس العسكري، وهي التي قامت بتكوين مجلس الوزراء الانتقالي بكل قضه وقضيضه، وبالتالي أنتم موافقون على كل الخطوات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية، وذلك بوصفكم أعضاء مؤسسين لقوى الحرية والتغيير ..
أليس كذلك يا عرمان؟ أليس كذلك يا جبريل؟ أليس كذلك يا مناوي ؟ أم انكم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضه!
والنقطة الأهم من كل ذلك طالما انكم تدعون أنكم شركاء أصيلون في صناعة الثورة، لماذا ترفضون المصفوفة التي وضعت لتصحيح المسار؟ فقط لأنكم لم تشاركوا في رسمه؟ والسؤال/ من الذي منعكم من المشاركة في رسمه طالما أنكم جزء من قوى الحرية والتغيير؟
أم أن محاولاتكم مازالت مستمرة لضرب قوى الحرية من الداخل، وهذا واضح من أدبياتكم وبياناتكم ،وأنتم تسمونهم قوى الحرية والتغيير فرع الخرطوم، وأنتم تعلمون جيداً ماذا تقصدون بتسميتكم هذه .
ليتكم تتعلمون معنى القيادة الحقيقية والمواقف الواضحة وضوح الشمس من القائد عبد العزيز الحلو، الذي وافق وبدون أي مزايدات على تعيين الولاة المدنيين وبدون تردد.. هذه هي القيادة الحقيقية التي تبحث عن مصالح الوطن والثورة .
القائد الحلو قال في بيانه ما يأتي : “إن دعوة الجبهة الثورية الداعية الى تعطيل تعيين الولاة لا يتسق مع أهداف وروح الثورة، وإن اعاقة تعيين الولاة المدنيين يعتبر تعطيل لعملية التحول الديمقراطي والذي بدونه لن يتحقق السلام “.
هذا هو الفرق بين من يسعي إلى قيادة أمته لدولة المدنية والديمقراطية ومن يسعي إلى كراسي السلطة والحكم.
إن كانت لي أمنية فهي أن تصل حكومتنا إلى اتفاق مع الحلو، ويتم اختياره في مجلس السيادة، ويكون رئيساً للمجلس في فترة الرئاسة المدنية لمجلس السيادة؛ لأنه يستحق ذلك.
حمى الله وطننا من الكورونا، ومن مواقف الجبهة الثورية المتناقضة.