إنه زمن زمن العجائب…أسعار أغلى ثروة تسجل رقماً قياسياً فريداً هو الأغرب والأعجب في التاريخ.. فقد انهارت أسعار الخام في سوق التعاملات الآجلة إلى أقل من صفر دولار ..!!
لم يحدث هذا في التاريخ… ولكن ما الذي يحدث؟ وما الذي سيحدث خلال الفترة القادمة؟
ما يحدث حالة طارئة ونادرة، والأسعار وفقاً لمصدر نفطي خاص ستعود إلى مستوى فوق ال ٢٠ دولار للبرميل. والانخفاض الحاد في اسعار النفط الأميركي اليوم هو لأن شراء العقود النفطية تُلزم حامل العقد باستلام النفط الفعلي بيوم التسوية الشهرية وهو غداً الثلاثاء.
المضاربون عادةً يكون لديهم مشتر جاهز يوم التسوية، لكن في الوقت الراهن لا يوجد طلب فعلي لذلك انهارت الأسعار. ما حدث في الأسواق وفقاً للمصدر له علاقة بفارق السعر بين عقدي شهري مايو واليومين القادمين. ومعروف أنه يتم تداول عقود نفط نايمكس بشكل شهري، والعقد الأقرب حالياّ هو عقد شهر مايو وسعره ينتهي يوم غد الثلاثاء 21 أبريل، بينما يتم تداول عقد شهر يونيو عند 23.72 دولار اي بفارق 8 دولارات ونصف، وسيصبح هذا العقد من يوم غد العقد الاقرب..
هذه الظاهرة تسمى وفقاّ للخبير النفطي بـ “كونتانغو” وعكسها تسمى “باكوردايشن” اي عندما يكون السعر للشهر الأقرب أعلى من الشهر التالي..
في العادة يكون الفارق بين العقد الأقرب والذي يليه (الكونتانغو) نصف دولار أو دولار واحد فقط. لكن بسبب انخفاض الطلب وارتفاع المخزونات، فإن مشتري العقود أصبحوا يرغبون في التخلي عن عقودهم وبيعها بأي سعر ممكن قبل انتهاء العقد يوم غد.
لذلك ينوه المصدر، نشأ هذا الفرق الكبير بين الشهرين والذي ربما يكون الأعلى في تاريخ النايمكس (ربما حصل فرق مماثل أثناء الازمة العالمية في عام 2009)..
في أسواق الطاقة من يشتري عقود النفط نوعان: أما أن يكون فعلاً يرغب في استلام الشحنات (المصافي وغيرهم)، أو أنه مجرد مضارب (لايرغب في شراء البراميل بالفعل) وإنما هدفه الربح قصير الأجل وبيع العقد قبل موعد الاستلام حتى لا يتسلم البراميل التي اشتراها.
من يرغب في استلام البراميل فعليا عليه أن يستلمها في “كوشنج” بولاية اوكلاهوما حيث توجد أماكن التخزين للنفط الخام، لكن بسبب انخفاض الطلب الفعلي ووفرة الإنتاج فإن المخزونات ترتفع في الخزانات بهذا المكان منذ عدة أسابيع، ويتوقع أن تبلغ طاقتها القصوى خلال الاسابيع القادمة. لذلك فإن مديرا أي مصفاة اشترت عقود شهر مايو التي تنتهي غدا، ولا يحتاج هذه البراميل حاليا، سيجد نفسه أمام خيارين: اما أن يخزنها بكلفةعالية في “كوشنج”، أو يتخلص من العقد نفسه بالبيع، وهذا يضغط على سعر الشهر الاقرب (مايو) مقارنة بالشهر التالي.
أما النوع الثاني من المشترين فهم المضاربون الذين اشتروا عقود شهر مايو ولأنهم على اطلاع بمشكلة المخزون المتوقعة في نقطة التسليم، فقد اضطروا اما لبيع عقودهم (ينتج عن ذلك ضغط على السعر لشهر مايو)، أو للانتقال الى عقد الشهر التالي (Roll Over).
من بين هؤلاء صناديق الاستثمار في النفط الخام التي يتوجب عليها بيع عقود شهر مايو قبل انتهاءه يوم غد وشراء عقد يونيو بديلا منه (ينتج عن ذلك خسارة كبيرة)..
الخلاصة، وفقاً للمصدر هو أن الفارق بين سعر الخام للشهر الأقرب، والشهر الذي يليه(الكونتانغو) تتوسع بشكل كبير جداً عندما تكون هناك مشكلات في التخزين، وتتقلص عندما تعود الأمور الى طبيعتها. بل إن الفارق قد يصبح موجباً عندما يحصل شح في المخزونات أو توقعات بذلك.