تأسفت شديداً وشعرت بكثير الأسف، وأنا أعثر على تغريدة لوزير المالية عنوانها: “الأموال المُستردة ستكفل تمويل مشروعات”.
أما محتوى التغريدة فيخبر عن أن المال المسترد بواسطة
لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإزالة التمكين ومكافحة الفساد، ستكفل تمويل
مجهودات مجابهة جائحة “كورونا”، ودعم مشروعات كثيرة.
ولم ينس
الوزير توجيه صوت الشكر إلى اللجنة على مجهوداتها.
هل نصدق ما يحدث؟ هل نام الوزير مرتاحاً لما فعل؟ عجبي
للاستهانة بالشعب والمهزلة للإعلام الرسمي، ودوره في نقل المعلومات التي تخصّ
المواطن.
كيف يمكن لوزير مالية بحوزته أخبار ذات أهمية كهذه، ويُلقي
بها على قارعة الاعلام الإلكتروني لأصدقاء صفحته، ولمن تتيح له المصادفة الاطلاع
على تغريدته، وهي المفترض أن تسعى إليها الصحافة والقنوات التي تلتمس الخبر المفيد.
نفهم الظرف الصحي الدقيق الذي ربما لا يسمح بإقامة
مؤتمر صحفي فيزيائي في هذه الأيام، ولكن ألم يكن بوسع وزير المالية إبراهيم البدوي
الذهاب إلى سونا أو التلفزيون القومي، وتسجيل تصريح مصور رأفة بقلوب وأحوال هذا
الشعب الصابر الذي ينتظر مثل هذه الأخبار بفارغ الصبر، وعلى أحر من الجمر؟ أو لا
يدرك الرجل أن ذلك له تبعاته في أمن وتأمين الثورة وحكومتها الانتقالية بتقليص
ولجم حركة المضاربة بالأزمات والسمسرة بالمصائب من قبل أعداء الثورة والحكومة؟
متى نشهد نضجاً إدارياً واضطلاعًا بالمسؤوليات المتعلقة
بوظائفهم التنفيذية، وفي مقدمتها العلاقة بالإعلام، والاحترام والعمل على المبادرة
الإعلامية، وتمليك الرأي العام المعلومات عبر شفافية لا تختار التغريدة عبر تويتر
حصانًا لها، أو الإلقاء بها هكذا في أضابير الأسافير، بل بثها في التلفزيون القومي،
وقطع الإرسال لها خصيصاً، إذا اقتضى الأمر؟
رأيي الشخصي أن هذا الفعل لا يأتيه السيد إبراهيم
البدوي وزير المالية وحده، بل تأتيه الأغلبية من الوزراء والوزيرات من دون تحديد
للأسماء الذين يختارون الصمت التام عن الإعلام، ونكاد لا نحس لهم وجودًا أبداً،
ويعتقدون أن العمل التنفيذي ينتهي دوره وراء طاولات المكاتب، وعند الاجتماعات
الداخلية.
الحرية والتغيير بالتعاون مع وزارة مجلس الوزراء كان
من الواجب والأوجب لهما إجراء تنمية مستحقة في وعي وقدرات عدد من الوزراء فيما
يتصل بعلاقة عملهم بالوسائل الإعلامية وأجهزتها، عبر تدريب قصير ومكثف بمجموعة من
الورش المغلقة المختصة والمتخصصة.
هذا إن لم نقل إن تلك أيضاً مسؤولية تلقى على عاتق
السيد رئيس الوزراء ووزارة الاعلام ولو بواسطة إرسال الرسائل التنبيهية الموجزة.
مزيد من الحساسية الإعلامية يا وزراء ويا ووزيرات الثورة، وصح النوم إعلامياً.