قال تعالى :- (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فاليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) صدق الله العظيم. الآيه ١٨٥ سورة البقرة.
أحبتي القراء الكرام.
كل رمضان وانتم بخير وصحه وسلامه.
اعتادت البشريه آخر غروب شمس شعبان من كل عام أن تستقبل ضيفا جميلا انيقا، كريما يحمل بين ثناياه الخير والرحمة والأمل.
فهلّ ضيفنا اليوم عزيز علينا فأهلاً به وسهلاً في دياره (ديار الأمه الإسلاميه) وأهله.
ولكن هنالك أسئلة كثيرة تدور في خلد المسلمين.
ما هي النكهة التي يتميز بها هذا الشهر الفضيل في هذه الظروف التستثنائيه؟
كيف ستتعاطى شعوب الدول الإسلاميه مع هذا الوضع الجديد في ظل الحجر الصحي مع أزمة صحية عالميه بسبب وباء كورونا.
قد يتنازلون من بعض عادتهم وتقاليدهم وقد يكون نشاط ديني مختلف بل هنالك دعوه قويه لتعديل السلوك خلال شهر رمضان لتتناسب مع الأوضاع الصحيه الراهنه والبقاء في المنازل وعدم مخالطة الناس.. سبحان الله مقدر الأشياء!! . من كان يتخيل ان يطل الشهر الفضيل على أمة الإسلام وبيوت الله موصدة أبوابها؟.؟ ومن كان يضع في الحسبان ان تكون التراويح التي كانت تضج بها المآذن وترتفع الي آفاق السماوات تودى اليوم في البيوت سرا حتى الجار لا يسمع ولو قُرِئت جهرا.
وكيف لنا أن نزدرد لقمة الطعام ونحن في منآئ عن الأحبة وهم على مرمى حجر منا ولا ندري كيف الوصول إليهم… وهنالك عادات خفيه لا يعلمها إلا الله اعتاد المؤمن على ادائها لتصل لمستحقيها قبيل رمضان واليوم تقطعت بنا وبهم السبل فلا ندري كيف الوصول إليهم.
ولكننا نؤمن إيمانا قاطعا بأن كرم الله عز وجل لا حدود له… ففي هذا الشهر ذنوب ستغفر وأجر يتكرر فمبادئ الحساب والرياضيات تتعطل..لأن الأجر يكون اضعافا مضاعفة فهنيئا لمن في عبادة الله يضاعف السهر ليضاعف الأجر ويكثر الدعاء للبشرية جمعاء ولا نسى ان رمضان هلّ علينا في ظرف استثنائي يستلزم اللجوء لله بنية خالصة ودعاء صادق ليدرأ عنا هذا الداء الذي تحدي البشرية جمعاء ومجئ شهر رمضان بارقة أمل بإذن الله على جميع البشر فالنكثر من الدعاء. ستفرج بإذن الله.
أحبتي قراء التحرير. نعم الوضع جد خطير ومزعج ولكننا لا نيأس من رحمة الله التي وسعت كل شيء. ونتسلح بالتوكل على الله والأمل لانه الخيط الرفيع الذي نتمسك به عند ركض الليالي واسودادها، وعند تسارع الأيام العنيف مع حدة الانتظار وهو البريق الوحيد الذي يمنحك الطمأنينه والراحة النفسيه. كما التوكل على الله وانت صائم يقودك الي محطات يوميه لتقييم الذات من أجل الذات…لتعديل الاخفقات والتقصير لكي نحقق اهدافنا آخذين بالأسباب.
و نسأل الله أن يلطف بنا وبأهلنا وكل المسلمين بل البشرية جمعاء ومن منبر التحرير ازف التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات ولكل عشاق التحرير والأهل والأحبة والاصدقاء وكل من له الحق علي.
طلّ وهلّ علينا استثنائياً وحتى الظرف الذي أكتب فيه إليكم استثنائياً.
وكل عام وانتم بخير.
تصوموا وتفطروا على خير.
Stay at home.
Stay safe.
مسقط
سلطنة عمان
24th April 2020