هل يمكن للسياسة أن تكون (قذرة) إلى هذا الحد فتجرد الشخص من إنسانيته بل ووطنيته لدرجة أن يطرب لموت مواطنيه وهلاك أهله وفناء وطنه؟ الإجابة بالقطع هي (لا) إذ لم تعرف السياسة والبشرية في تأريخها البعيد والقريب نوعاً من هذا الصنف (الرديء) إلا في هذه البلاد الطيبة التي يهرع فيها (فلول) النظام المدحور إلى العمل هذه الأيام على كل مما من شأنه إنتشار وباء (الكورونا) الفتاك وذلك (فقط) من أجل تكسيرمجاديف الحكومة والشماتة فيها حتى ينعتوها بالضعف ليصفونها بالضعف !
إنه فعل باعث على الإشمئزاز لدرجة التقيوء ولا يمكن أن تنتجه وتقوم به إلا هذه الفئة الضالة الباكية و(المولولة) على ملك لم تحافظ عليه كالرجال ، إنهم لا يخفون سعادتهم في وقت توقفت فيه كل الحروب في العالم وأعلن الفرقاء فيها (الهدنة) بل تبرعت فيه شبكات المخدرات وعصابات المافيا لحكوماتها من أجل درء هذا البلاء إلا هؤلاء (الأبالسة) الذين يمنون أنفسهم الوقحة بالعودة إلى كراسي الحكم ولو على فناء كل الشعب !
إنظروا إلى خطبائهم وهم يدعون الناس إلى التزاحم في المساجد على الرغم من تحذيرات المختصين وتنبيههم لخطورة الأمر، ثم إنظروا بالله عليكم إلى (الوجوه الضاحكة) التي يقومون بلصقها مع مداخلاتهم (اللزجة) على صفحات التواصل وقروبات (الواتساب) فرحين بنقص الكوادر الطبية أو المعينات الوقائية أو حاجة المستشفيات إلى الدعم ؟ مداخلات وتعليقات لا يمكن أن تخرج إلا من قلوب مريضة وعقول لا يهمها ولو حصد هذا الوباء الشعب عن بكرة أبيه ، سقوط ليس له شبيه فمن ذا يحتفل بموت شعبه سوى هؤلاء الأوباش الذين تذوقوا نعمة (الملك) بعد (فقر) فأصابهم السعر (وبقى ليهم حار) !
وتعالو معي نفترض أن (القوم) ما يزالون على السلطة؟ فماذا كانوا فاعلون إذا هذه الأزمات الإقتصادية والصحية؟ هل كانوا سوف يهرعون إلى رئيسهم المخلوع طالبين منه أن يفتح لهم خزينة (اليوروهات) ليمنحهم من تلك الملايين (القالو ليهو ما تكلم بيها زول؟) أم سوف يطلبون من (كرتي) أن يتنازل عن الـ(99) قطعة و (فندق قصر الصداقة) من أجل دعم مكافحة الوباء؟ أم سوف يضغطون على السيدة (هند) وزوجها (قائد الشرطة الأمين) لبيع مشغولاتها الذهبية وقطع أراضيهما وأموالهما السائلة و(المجمدة) بالخارج والتبرع بها؟ أم سوف يلجأوون لذلك (اللص) الذي صرح بأنه ما (كيشة) حتى يقع تحت طائلة القانون ، والذي يكتنز ملايين الدولارات والمشاريع الزراعية والشركات الصناعية مع أنه في بداية (عهدهم القميء) لم يكن إلا طبيباً عموميا مغترباً لا يتعدى راتبه الفين من الدراهم ، أو إلى ذلك الوالي (المتحلل الأكبر) الذي قام برهن أقسام الشرطة والمستشفيات الحكومية لصالحه أو إلى أي من بقية لستة العقد الفريد من (اللصوص) ناهبي أموال ومقدرات هذا الشعب !
يخطئ هؤلاء (الواهمون) الذين يراهنون على (فناء)هذه الثورة وذهابها ليخلو لهم (الملعب) من جديد فالثورات (المنتصرة) مثل أهداف كرة القدم لا يتم إحرازها إلا عبر (خطط) و(تاكتيك) و (تدريبات) ولياقة عالية وتمريرات (بالمسطرة) وفوق هذا كله (القلب الحار) في مواجهة الخصم وهذه الأخيرة قد رأيناها وذلك الزاحف قد تمدد في الأرض (راقد سلطة) متأثراً بعبوة (بمبان واحدة) !
نعم الثورات لا تأتي صدفة وإنتصارها لا يأتي (بغتة) بل هي فعل تراكمي وغبن (مترسب) يخلقه فساد الحكام الظلمة وبطشهم وإهانتهم وإذلالهم للشعب لذلك واهم هو من يعتقد بان صف (رغيف) أو (أنبوبة غاز) أو (جالون وقود) أو (مواجهة وباء) يمكن أن يكونوا أداة لوأد الثورات أو قلب أنظمة الحكم ولو أن ذلك (وحده) كفيل بإقتلاع الحكومات لتغيرت معظم حكومات العالم.
لا أحد ينكر أن هنالك أزمات وصفوف ومعاناة لكن ليس هذا الشعب الذي فتح صدره لرصاص هؤلاء الأوغاد وسقط من أبنائه من سقط مضرجاً بدمائه هو من يفرط في مكتسبات ثورة جعلته مرفوع الرأس يتنفس عبير الحرية منعتقاً من شر نظام يقوده ثلة من القتلة واللصوص الذين (مصوا) دم هذا البلد دون شفقة أو رأفة أو (حتى شوية إختشاء) .
كما قلنا مراراً وتكرارا أن هذا الشعب هو (سيد الجلد والراس) وهو قادر على حسم الحكومة الحالية و(أي حكومة كانت) إن أخفقت وتغييرها بالحكومة (العاوزا) فهو صاحب الكلمة العليا والقول الفصل أما هؤلاء (الزواحف) المتاجرين بإسم الدين فلن تنطلي حيلهم المكشوفة على أبناء هذا الشعب ولن يستطيعوا تسويق بضاعتهم (الغثة) وشعاراتهم الزائفة وخير لهم أن يتجنبوا (غضبة) هذا الشعب المسامح الذي إغتالوا أبنائه بدم بارد وإلا فإن (كل فار ح يدخل جحرو) أو كما قال زعيمهم الذي يقبع خلف القضبان !
كسرة :
تباً لكم (أو كما قال) !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الجريدة