• تقوم لجنة تفكيك نظام 30يونيو 1989 بجهد طيب خارق رغم ضخامة حجم العمل وتشعبه. المطلوب من المواطنين رفد اللجنة بالمعلومات والكشف عن الخبايا والأسرار التي لم تتوصل إليها اللجنة والتعاون معها بمختلف السبل بدلا من الاكتفاء بلعن الظلام والجلوس في مقاعد المتفرجين على الضفة الأخرى من النهر.
• عندما يستضيف التلفزيون السوداني على شاشته بعض المواطنين في الأعياد والمناسبات المجتمعية الأخرى والذين يتم اختيارهم عشوائيا، فإنهم جميعا يستهلون حديثهم بعفوية بتوجيه التحية والتهنئة للشعب السوداني بالمناسبة الكريمة ومن ثم يوجهون تهانيهم وتحياتهم بعد ذلك للأهل والأصدقاء. أصبحت مثل كثيرين غيري من مشاهدي تلفزيون جمهورية السودان. شاهدت ضابط مرور يحمل رتبة كبيرة استضافه برنامج تلفزيوني يستهل حديثه بتوجيه التحية والشكر، على نحو مخجل مخل، وبلا مناسبة، لمدير عام الشرطة ومدير عام المرور قبل أن يدخل في موضوع الإستضافة. كانت شاشة تلفزيوننا تحتلف عن غيرها من الشاشات العربية على وجه الخصوص بأنها لا يمارس فيها مثل هذا النوع من النفاق، وكان هذا من فضل الله علينا.
• أعجبني تعبير “معتل اجتماعي” الذي استخدمه صحافي وكاتب سوداني شهير يقيم خارج السودان في وصف سياسي سوداني شهير هو الآخر.
• رثيت لحال صحفية مبتدئة وهي تصارع المستحيل وتعمل على تطويع اللامعقول دفاعا عن قريبها الذي شغل عدة مناصب حكومية مثلما شغل العباد في أيام عصيبة مضت. كان قريبها وما زال حالة خاصة تعكس قلة حيلتنا وهواننا على الناس في ظل النظام البائد، وكان دفاعها الساذج عن دولة الباطل التي كان قريبها يمثل أحد اركانها مثيرا للشفققة. ولكن “كل فتاة بأبيها معجبة”حتى لو كان مطلوبا للعدالة.
• أضم صوتي لصوت الصحافي الكبير الاستاذ صديق محيسي لإعادة الأسماء القديمة للوظائف والأمكنة والأشياء..مثلا نعود لاستخدام كلمة “مديرية” أو “محافظة” بدلا من كلمة “والي” ، وإلى آخر هذه القائمة من الأسماء والمصطلحات الفجة الدخيلة علينا التي أقحمها في حياتنا العروبويون والمتأسلمون. في أيام النميري أقحم بعضهم في حياتنا مصطلحات “الفئوية” و”الشمولية” و”القفز بالعمود” و”جعفر المنصور” و”الرئيس القائد” وغير ذلك من ساقط الكلم، ولكن الزبد يذهب جفاء في كل مرة.
• رحمة الله ورضوانه على المناضل الشاعر السياسي إدوارد لينو وار. نشرت له الصحف صورة مؤثرة وهو يمسح دموعه بالمنديل حينما التقى أهله من أبيي بعد سنين طويلة في المنافي.ألهمت اللحظة الحزينة الشاعر الفخيم الحاضر دوما فضيلي جماع ليكتب قصيدة طويلة في ديسمبر 2003 من مهجره في لندن مهداة إلى إدوارد لينو وتحمل عنوان”دمع عتابك أخجلنا”. بعض أبيات القصيدة تقول:
وطنٌ يسبح في دمعك
ينداحُ شجونا
ثمّ يرتدُّ إلينا:
دمعةٌ تفضحنا
دمعةٌ تجرحنا
دمعةٌ تمنحنا عمراً..
وورداً وفرحْ !
دمعةٌ من قلبك العامر بالحبِّ
تماهت.. وتداعتْ
جدولاً يسقي روابينا..
وأقواسَ قزحْ !
دمعةٌ.. والأرضُ قالت لفتاها:
نمْ بحضني واسترحْ !