اجتماعات كثيرة ولقاءات أكثر يعقدها رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي هذه الايام مرة مع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك وأخرى مع اقطاب المؤتمر الوطني وثالثة مع نداء السودان، وأصبحنا نطارد أخبار لقاءاته جنباً الى جنب مع المؤتمرات الصحفية اوزير الصحة الدكتور أكرم علي التوم، وأعداد الإصابات الجديدة بـ “كورونا”!
ملخص اجتماعات الإمام أنها تدعو إلى إعادة تشكيل قوى الحرية والتغيير، حتى هنا نراه امراً عادياً ومشروعاً، ولكن غير العادي وغير المشروع هو محاولاته تكوين جسم آخر موازٍ لقوى الحرية تحت اسم القوى الجديدة!!
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا .. إن قوى الحرية والتغيير هي الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، وهي التي وقعت الوثيقة الدستورية مع المجلس العسكري.
هذا أمر لا خلاف حوله .. فإذا نجح الإمام الصادق المهدي في ( فركشة) قوى الحرية والتغيير كما يريد هو، ما مصير الاتفاقيات التي وقعتها قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري، وبرعاية الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، وقد نتجت عن هذه الاتفاقيات: الحكومة الانتقالية، وبقية مستويات الحكم بما فيه المجلس السيادي ؟؟! الا تعدّ هي الاخرى ملغية؛ لأن أحد أطراف الاتفاق قد جرى إلغاؤه من الوجود ؟! هل هذا هو ما يريده السيد الإمام؟
هل منكم من له تفسير آخر؟! أم سنقول للعالم إننا بدلنا اسم قوى الحرية باسم جديد هو تجمع القوى الجديدة.
فلنكن واضحين وصريحين يا حزب الامة ويا نداء السودان وأنتم الذين تقفون وراء هذا الطرح الجديد .. ماذا تريدون انتم بكل الصدق والوضوح؟ هل في استطاعتكم أن تشرحوا لنا سبب خوفكم الشديد والشديد جداً من نجاح الفترة الانتقالية والوصول إلى الفترة الديمقراطية والوقوف أمام صناديق الاقتراع ليختار الشعب حكومته وخصوصاً إذا استصحبنا معنا خلال الفترة الانتقالية الأمم المتحدة وتحت البند السادس؟!
ويا ويلكم من البند السادس ومعكم الذين يبكون ويصرخون ويسكبون دموع التماسيح على السيادة الوطنية المهدرة، كما يزعمون من الكيزان ومن شايعهم.
البند السادس سيمنع حدوث اي انقلابات عسكرية .. هل فهمتم يا كيزان؟!
البند السادس سيعمل على جمع السلاح وتسريح القوات غير النظامية بعد اتفاقيات السلام، وسيكون لنا جيش واحد فقط هو جيش الدولة بتشكيلاته المعروفة، وستكون قوات الدعم السريع جزءاً لا يتجزأ من جيش الدولة، وسيعمل خبراء الامم المتحدة على إعادة تأهيل المناطق المتأثرة بالحروب، واعادة النازحين إلى قراهم.. وستتوقف المتاجرة باسم الهامش والمهمشين … هل فهمتم يا حركات يا مسلحة؟
البند السادس سيعمل على تأكيد التزام الجميع بالوثيقة الدستورية، ومراقبة تطبيقها حرفياً دون مماطلة وسيلزم الجميع بتطبيق المصفوفة التي يسعى حزب الامة لفرملتها وعدم تطبيقها لأسباب لا تخفى على أي متابع حصيف.
نخلص من هذا أن الحرب الآن ليست ضد قوى الحرية والتغيير .. حقيقة الامر ان الحرب الخفية ضد خطاب حمدوك للامم المتحدة وضد البند السادس هذا البند الذي سيضع الجميع امام مسؤولياتهم التاريخية لانجاح الفترة الانتقالية وبالدراجي البسيط ( حيخت كل زول في علبو) .
حمدوك لعبها بطريقة ذكية جداً، وحسب بيان وزارة الخارجية أن اأامر لا يتعدى كونه تحويلاً من البند السابع الى البند السادس، وبهذه اللعبة الذكية -كما يقول اهل الرياضة – حمدوك استطاع أن ( يجهجه باكاتم ) كلهم. كتبت مقالاً في شهر فبراير الماضي مؤيداً لخطاب حمدوك للامم المتحدة، وهأنذا اعيد التأييد المطلق وبدون أي تحفظ .
فلتصرخوا كما تشاؤون حمدوك وحميدتي والبرهان ذاهبون في الطريق الصحيح ..فلا نامت أعين المشككين .
حفظ الله السودان من الكورونا ومن الذين يصرخون ليل نهار