حاولت كثيراً ألا اكتب عما يقوم به الكيزان، وأتركهم هكذا في غيهم يعمهون، ولكنهم يدفعونك دفعاً لفتح ملفهم، والحديث عن ترهاتهم، وعن تحركاتهم غير المسؤولة في كل الاتجاهات .
وأنا في حقيقة الأمر في غاية الاندهاش من تواضع تفكيرهم؛ لدرجة أنهم حتى اللحظة لم ينجحوا حتى في تأسيس هتاف خاص بهم، ناهيك عن استنباط أفكار جديدة لنضالهم المزعوم.
يتبعون أفكار وهتافات ثورة ديسمبر الخالدة كوقع الحافر على الحافر، ناسين أو متناسين أن هتاف حكومة الجوع تسقط بس .. وهتاف حرية سلام وعدالة وتتريس الشوارع، وحرق اللساتك قام به ثوار ديسمبر ضدهم هم، ومن سخريات القدر أنهم يريدون تطبيق ذات التكتيات لاإسقاط حكومة الثورة !
لن نقول لكم ( الحسوا كوعكم) كما قال لنا نافعكم ..ولكن نقول لكم على الأقل ابتكروا أدوات تخصكم أنتم أم أن (كيسكم فاضي) حتى في هذا.
إذا رجعنا إلى الخلف قليلاً، وبدأنا في تقليب صفحات الثورة ستكتشفون أن الكيزان قد تلقوا هزائم مجلجلة ومذلة من الثوار .
هل نسيتم موقعة قرطبة ؟! عندما تم شحن قياداتكم عبر الدفارات وبواسطة لجان المقاومة غلى السجون .. هل نسيتم المواكب التي كان يقودها عبد الحي واجتماعاتهم المتواصلة مع المجلس العسكري، وممثلهم الفريق عمر زين العابدين؟
هل نسيتم المخاطبات الجماهيرية التي قام بها البرهان، وبتخطيط منكم في أم مدرمان وبعض المناطق الأخرى؟!
هل نسيتم مخاطبات حميدتي في شرق النيل وبحري وعدة مناطق وختمها بالمؤتمر الذي عقد في قاعة الصداقة مع زعماء العشائر القبلية، وتهديده المستمر بتكوين حكومة انتقالية لسنة واحدة …. الخ.
كل هذه الفوضى حسمها الثوار بموكب 30 يونيو التاريخي، الذي اعادة الثورة إلى مسارها الصحيح، ومن ثم تبع ذلك جلوس المجلس العسكري مرغماً، وبأمر الثوار في اجتماعات مع قوى الحرية والتغيير، وما تبع ذلك من توقيع الاتفاقيات التي تحكمنا حتى اللحظة.
كل هذا السرد والكيزان لم يستوعبوا الدرس بعد، ويعتقدون أن في استطاعتهم العودة مرة أخرى .. أي نوع من البشر أنتم ؟!
كل هذا والكيزان مصرون على إخراج المواكب الهزيلة …مرة باسم الزحف الأخضر ومرة باسم (ما في كورونا ما تغشونا).
رغم الحظر الصحي يصرون على التظاهر ضاربين عرض الحائط بكل التوجيهات الرسمية .. يصرخون وبتباكون على معتقلي كوبر دون حياء، وهؤلاء المعتقلون هم من أذاقوا الشعب الذل والهوان بالضرب والاعتقال والقتل بدم بارد والنفي .. خسئتم وخسئت مطالبكم.
عندما شعر الثوار ان الجهات الرسمية تتعامل معهم باللين، قرروا أن يتصدوا هم لهؤلاء لحسمهم بشكل نهائي . ولعل الجميع تابعوا مقطع الفيديو المتداول في الأسافير كيف تصدت الكنداكة (إخلاص قرنق) لموكب الكيزان في السوق المركزي صباح اليوم، وأوقفتهم في حدهم، وقامت وبالتعاون مع بعض الثوار باإفاء النيران التي أشعلها الكيزان في بعض الإطارات، واختفى الكيزان في لحظات من المنطقة ..
ومن حقنا ان نهتف ( كنداكة جات كيزان جرا).
وهذا تطور خطير ورسالة واضحة المعالم للكيزان أولاً، ومن ثم للحكومة .. إما أن تحسموا هؤلاء وإلا فإن الثوار سيقومون بدورهم ولا عذر لمن أنذر.
ولا نامت اعين الجبناء
اللهم احم السودان من الكورونا، ومن الكيزان.
رمزي المصري