كلام كتير بتقال الأيام دي حول دخول قوات من الأمم المتحدة للسودان، وناس بقولوا الإنجليز راجعين تاني للبلد، وناس بقولوا حيضعونا تحت الوصاية الدولية لأننا دولة فاشلة وووو.
س: نزار يا ولدي هل الكلام ده كلو صاح؟
ج: أول حاجة يا حبوبتي لازم تعرفي منو القاعد يطلع الإشاعات دي، الإشاعات دي أغلبها من الكيزان جماعة الترابي وعمر البشير، والناس الكانوا مستفيدين من نظامهم
س: وهدفهم شنو؟
ج: هدفهم ماعاوزين إستقرار وسلام خلال الفترة الانتقالية دي، ولسه ما مصدقين إنو ثورة الشباب دي إنتصرت عليهم، وناس مناع ووجدي كشفو جزء بسيط من فسادهم، وإنتي براكي كل خميس قاعدة تابعي المؤتمرات الصحفية بتاعت لجنة إزالة التمكين وإسترداد الأموال المنهوبة وبتسمعي العملوهو ناس عبدالباسط وهند وكرتي وغيرهم. عشان كده بقولوا مجلس الأمن حيطلع قرارات ويرسل قوات للسودان.
س: أنا طول عمرى لا زمن الأزهري، ولا عبود، ولا النميري ولا الصادق المهدي، ما سمعت بي إسم مجلس الأمن ده، إلا لمن جاء الترابي وعمل الإنقلاب. متين طلع أول مره قرار خاص بالسودان؟
ج: سؤال حلو يا حبوبة، أول مره مجلس الأمن ده يطلع قرار خاص بالسودان، كان سنة 1956، تقريبا شهر بعد إستقلال السودان، وفيهو قبلوا عضوية السودان في الأمم المتحدة، والوقت داك إنتي شابة صغيرة عمرك 25 سنة.
س: والقرار التاني طلعوا متين؟
ج: طلعوا سنة 1996م ضد حكومة ناس الجبهة الإسلامية القومية، عشان كده إنتي 31 سنة ما سمعتي بي مجلس الأمن ده.
س: مالهم عملوا شنو؟
ج: عملوا جريمة كبيرة، يوم 26 يونيو 1995م كانوا عاوزين يقتلوا الرئيس المصري المات قبل كم شهر حسني مبارك، في أديس أبابا عاصمة أثيوبيا، رسلوا ليهو جماعة من الخرطوم عشان يفجروا قنبلة في العربية الراكبها من المطار للفندق.
س: يوم 26 يونيو ده يانزار مش إنتو ناس حقوق الإنسان بتقولوا ده يوم عالمي؟
ج: أي والله يا حبوبة، طلعتي خطيرة ومتابعانا كويس، تتخيلي ده يوم فيهو العالم كله بحتفل بمناهضة التعذيب، المجرمين بتاعين الجبهة الاسلامية عاوزين يقتلوا فيهو رئيس جمهورية.
س: ديل يا ولدي في قلوبهم مافي رحمة، كتلو سودانيين وسودانيات من لحمهم ودمهم، ما غريبة عليهم يقتلوا ناس تانيين، أها قول لي الحصل بعد داك شنو؟
ج: ناس الحكومة الأثيوبية قاموا إشتكوا لي منظمة الوحدة الأفريقية الإتغيرت بعد داك وبقى إسمها الإتحاد الأفريقي، وناس المنظمة كتبوا للحكومة السودانية خطابات رسمية عشان تسلمهم الثلاثة مشتبه فيهم عشان يحاكموهم في أثيوبيا، جماعة الترابي والحكومة حلفوا بي راس أبوهم ما يسلموهم للأثيوبيين، وقالوا ليهم أضربوا رأسكم بالحيطة.
س: أها وبعد داك حصل شنو؟
ج: الأثيوبيين مع المصريين إتفقوا يرفعوا الموضوع لي مجلس الأمن، وهو يتصرف مع ناس البشير ديل، وفعلا مجلس الأمن وافق على طلبهم وعقد جلسة يوم 31 يناير 1996م وطلع ليهو أول قرار إدانة لنظام الجبهة الاسلامية القومية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ركزي معاي يا حبوبة تحت الفصل السابع مش السادس لأنه إعتبر محاولة إغتيال الرئيس مبارك إخلال بالسلم والأمن في أثيوبيا والمنطقة، وطالبهم بتسليم الأشخاص الثلاثة المشتبه فيهم والقاعدين في السودان وقال ليهم كمان لازم تلتزموا بإتفاقية تسليم المجرمين الموقعة بينكم وبين أثيوبيا سنة 1964م عشان تتم محاكمتهم هناك، والقرار كمان يا حبوبة طالبهم بعدم القيام بمساعدة ودعم وتيسير الأنشطة الإرهابية وعدم توفير الملجأ والملاذ للعناصر الإرهابية في السودان وفي أي مكان في العالم وقال ليهم لازم تتقيدوا بي ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة الوحدة الأفريقية.
س: يعني ناس الجبهة الإسلامية ديل دخلونا في موضوع الفصل السابع ده من سنة 1996 ما بعد أحداث دارفور؟
ج: بالظبط كده
س: لاحول ولا قوة إلا بالله، طيب لييه بقولوا حسه ما عاوزين الفصل السابع وهم الدخلوا البلد فيهو؟
ج: الناس يا حبوبة وخاصة الشباب ماعارفين ناس الجبهة الإسلامية ديل عملوا شنو في البلد دي، عشان كده ده دورنا ننورهم. والقصة طويلة لسه ما خلصت حا أحكي ليكي لحدي ما نصل لي خطابات حمدوك الإثنين للأمين العام للأمم المتحدة.
فاصل ونواصل.