وحي الفكرة: دعوا السودان ينهض
محجوب الخليفة
- مالايقبله المنطق السليم التعجل في اصدار الحكم وتبني التقييم المسبق ….
وهذا ما نعاني منه كمرض اجتماعي مزمن…اقعدنا سياسيا وثقافيا واقتصاديا وحال دون التجديد والابتكار. - من المؤسف ان تجتاح وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي موجة من اساليب التعجل والتقييم المسبق….فلايعقل ان نحكم علي الحكومة المدنية الانتقالية وهي لم تزل تحاول تنظيف طريقها من متاريس ماقبل الثورة.. واعادة ترتيب اسس الانتقال المدني…وليس ادل علي التعجل الهجوم علي رئيس الوزراء الذي طلب الاستعانة بإمكانيات الامم المتحدة تحت البند السادس وتوظيف ذلك لصالح السودان تحقيقا للسلام وتاسيسا لنهضة شاملة وما يبطل التقييم المتعجل والحكم المسبق ويفضح الاصوات المعترضة ان طلب رئيس الوزراء لم يعترض عليه مجلس السيادة ولا الاحزاب او الحركات المسلحة..
- ويبدو مخجلا تصاعد حملات الهجوم والتقليل من جهود وزير الصحة وكل القطاع الصحي رغم علمنا بالظروف الصعبة التي تواجه البلاد والامكانيات المحدودة… فمن الظلم ان نقارن مايقوم به وزير الصحة وطاقمه مثلا بدول اخري اوفر قدرة واوسع امكانيات… واذا كان التقييم منصفا لكان وزير صحة السودان يتصدر قائمة اميز وزراء الصحة علي مستوي العالم فالتقييم المنطقي يقول ان السودان يتفوق في مواجهة كورونا رغم شح الامكانيات وضعف الوسائل.
- وذات التعجل في التقييم يواجه مدير ادارة المناهج بوزارة التربية…ولتوخي الدقة نقول لا يمكن ان نصدر حكما مسبقا علي المناهج التعليمية الجديدة قبل اكتمالها واعتمادها، ستنادا إلي الخلفيه الفكرية لدكتور القراي، كأنما دكتور القراي شخصيا من سيقوم بتأليف تلك المناهح، بينما الواقع يقول ان هناك لجنة من الخبراء تعمل في انجاز تلك المهمة…والسؤال الذي يجب ان يواجه به المتعجلون انفسهم منذ متي كنتم تعرفون الخلفية الفكرية لمن تولوا ادارة المناهج بوزارة التربية من قبل؟
وحتي يفهم من السياق اننا نقف مع دكتور القراي لخلفيته الفكرية فإننا نري انه من الظلم التعجل في اصدار الاحكام حول اي حدث او فعل قبل حدوثه لان التقييم المسبق والتعجل في اصدار الاحكام من اسوا انواع السلوك المتخلف. - ومشكلة التعجل في التقييم والاصدار المسبق للاحكام تواجه الآلية القومية للمعالجات الاقتصادية ايضاً، ثم ذات المشكلة تواجه أداء وزير الاعلام، فمن السذاجة ان نعتقد ان مرحلة التاسيس السليم لدولة العدل والعلم والقانون تعتمد القرارات الارتجالية والتهور المهلك.
- دعوا السودان ينهض بالخطوات المدروسة والقرارات السليمة والتخطيط الدقيق والتروي، وهذا لا ينفي بالضرورة اهمية النقد، وابداء الملاحظات، وكشف اي فساد.
فلا عصمة لحكومة او وزير او مدير اذا ثبت فساد فكرته وخطورة ادائه علي المصالح القومية.
دعوا الوطن ينهض فقد تأخرنا كثيراً في صناعة المستقبل وتأ مين طموح الاجيال المتلهفة للانطلاق.