على أجنحة الكورونا حمل محور أردوغان وتركيا أجندته المعروفة إلى ليبيا، والحق أنه أختار الزمان والمكان بدقة إستراتيجية لن تختصر أثارها على ليبيا إذا نجحت الخطة. وأول المعنين مباشرة هم السودان، ومصر، وتشاد، وتونس، وجوارهم الإقليمي لاحقا، هذا لا يحتاج إلى أدلة وبراهين.
ليبيا بثرواتها وموقعها الإستراتيجي داخل افريقيا وفي مواجهة أوربا وجوارها لبلدين مهمين فقد فيهما الإسلاميين السلطة، وهما مصر والسودان، والجماعات الإسلامية التي ضاق عليها الخناق في آسيا وافريقيا تحتاج إلى موطىء قدم لرد الصاع صاعين مع نهب الموارد الليبية وتطويعها للمشروع الكبير الذي يجد معارضة فاترة من الغرب لأسباب لا صلة لها بالكورونا وإن كان إنشغال الغرب بالكورونا لحظة لا يوجد أفضل منها للتدخل التركي الذي أختار المكان والزمان بدقة، وهي أول عملية عسكرية مباشرة من المحور التركي في افريقيا.
قوى الثورة والتغيير مشغولة بالصراع على توزيع أسلاب السلطة والمحاصصات، وبعضها يقف موقفا محيرا من السلام.
إن ما يحدث في ليبيا يصب في مصلحة الثورة المضادة، وتونس هي البلد الوحيد الذى عبرت فيه قواه السياسية بخطورة ما يجري في ليبيا وأعلنت عن موقفها ضد التدخل في الشأن الليبي. ولكن ما يجري سيكون له آثار مباشرة بعيدة المدى على السودان، ومصر وتشاد، وتونس، وآخرين.
إن الذين لا يهتمون بإنهاء الحروب في السودان واهميتها الإسترايجية للأمن وللتغيير عليهم أن يصحوا من غفوتهم قليلاً فما يحدث في ليبيا من كورونا سياسية آثاره ستكون بعيدة المدي على السودان والاقليم إن نجح ما تم التخطيط له.