تابعت مساء اليوم الثلاثاء 12 مايو 2020، بانتباه شديد التقرير جيد الاعداد والتصوير والإخراج الذي قدمته الفضائية السودانية تغطيةً لفعالية استقبال قافلة المساعدات الإنسانية التي نظمتها قوات الدعم السريع لمنطقة سيطرة الحركة الشعبية قطاع الشمال جناح مالك عقار بولاية النيل الأزرق، والتي تم الترتيب لها عبر لجنة وقف العدائيات والمعونات الانسانية التي تُشرف عليها دولة جنوب السودان.استقبلت القافلة بحفاوة جماهيرية بالغة، وكان على رأس المستقبلين رئيس الحركة القائد مالك عقار إير، الذي قال إن “الدّعم السريع قوات سودانية أتت إلى المناطق المحررة بدوافع إنسانية، علينا أن نطور هذه الروح الجديدة بيننا وأن نبني جيشًا وطنيًا من كل الجنود السودانيين، بمختلف تكويناتهم من قوات مسلحة، ودعم سريع وحركات كفاح مسلح، جيش يعكس التنوع ويحافظ على وحدة السودان”.
وأكد عقار أنهم سيعملون على الحفاظ على وحدة السودان، ودعا لتحقيق مطالب المنطقتين بالحكم الذاتي. وأضاف أن “شغل المواقع الدستورية والتنفيذية لن يحل مشكلة السودان دون الاجابة على السؤال التاريخي كيف يحكم السودان، قبل من يحكم السودان، وأكد أن الثّورة شاركت في صنعها قوى مختلفة وقال “يجب أن نتوحد لتفويت الفرصة على الثّورة المضادة وهذا هو طريقنا الوحيد لبناء السودان الجديد الذي هو أحد مطالب الثورة”.
ولقد أثار انتباهي الحفاوة والفرحة التي استقبل بها مواطنو المنطقة القافلة، وهو ما نجح التلفزيون في عكسه بحرفية عالية من خلال جملة من اللقاءات مع قادة المجتمع المدني هناك من الرجال والنساء.
وقد اتفق جميع المتحدثين على الإشادة بالبادرة “التي هي الأولى من نوعها بعد سنين من العداء والقتال الشّرس بين الطرفين”، “تعكس المتغيّرات التي حملتها ثورة ديسمبر المجيدة واتفاق وقف العدائيات والمعونات الإنسانية”، و”بداية جيدة لتحويل ثمن كل طلقة الى حليب أطفال ومدرسة”، و”مستشفى وأدويةً لمعالجة مرضى الكورونا”، وأن “توجه الأموال المرصودة لشراء القذائف لحل الضائقة المعيشية وتنظيم عودة النازحين واللاجئين الى مناطقهم”.
هذا خلاصة ما قاله المتحدثون. وهي أمنيات بسيطة تثير دمع المآقي.و الخلاصة التي وصلت إليها، وقد لا تعجب الكثيرين، إن قوات الدعم السريع تقدم نموذجاً فريدًا ومتميزًا ومختلفًا لدور القوات العسكرية في دول العالم الثالث.
وهو دور يستحق الانتباه من علماء السياسة والاجتماع والإدارة العامة، وبخاصة في مقارنة تجربة هذه القوات بتجربة الجيوش الوطنية التي تأسست في عهد الاستعمار، على أن تشمل المقارنة العقيدة، والدور، والبنية، والصورة، والتأهيل، وطبيعة العلاقات داخلها، وبينها والمؤسسات السياسية والمجتمعية المختلفة. حقيقة النظرة الى قوات الدعم السريع تحتاج إلى موضوعية أكثر، بعيدة من التحيزات قصيرة المدى. وفي النهاية هو مجرد رأي.