عند وضعي لوطني تحت الميكروسكوب ،ينتابني إحساس عميق ،بأني أرتكب جرماً واثماً في حقه ،كلما اكتشفت إحدى الميكروبات . فرانسوا نوريسير ..هذه مقدمة استهلالية تناولها الدكتور عبد الرؤوف ادم في كتابه حوار الثقافات وثقافة الحوار، فالموضوعية والتحليل الصارم للذات كلاهما ظواهر صحية حبلى بالولاء للوطن، ولكنها عرضة كما يري د.عبد الرؤوف:الى تعزيز بعض التحالفات المشاكسة، وهي غالباً ما تتجاذبها المعسكرات السياسية، بهدف تشويه سمعة الخصم السياسي ونيل شهادة امتياز (شخصية)..انه بحق ليس من المريح للبال، وليس من العز بمكان ان نعوي مع الذئاب أو ان نتيه ونختال مع الطاووس.
الكاتب ت.عبده مالنكالم ،في كتابه عن السودان (الكفاح من اجل الاستقرار )يري ان الاحتكام لخبرة الغرب،من خلال افتراض وجود قاسم مشترك بين التيارات، وان كل منهما يضع الآخر في الحسبان ، ولكن في الحالة السودانية (الثورة)،لن أضع من قامت الثورة لأجل اجتثاثه ..في الحسبان قبل التاسيس لدولة الحرية والعدالة والسلام، والتي تقتضي ان احاسبك ،لست انت لذاتك..بل للفعل المخالف لمبادئ الثورة، واناديك بكل صدق لتكون مع هذه المبادئ، وسنعبر معاً الى وطن معافى نتمناه ومدينة فاضلة.نتحلل فيه من الفساد والمحسوبية ،واكل أموال الشعب بالباطل،وأختم بمقولة تحضرني ، للشيخ الشعراوي” من اكل بباطل جاع بحق” وهذا يتسق مع حديث رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم،”من أخذ أموال الناس يريد أداءها ادَّى الله عنه ،ومن اخذها يريد إتلافها أتلفه الله” ولنا في ذلك عبر نشهدها يوماً بعد يوم، لمن ينسون ان الله يُمْهل ولايُهمل. تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، وحفظ الجيش الابيض.