الرأي العام في أعم تعريفاته وتفسيراته المبسطة عبارة عن اتحاد، واتفاق العدد الغالب من الكتل، والحزم، والتيارات الاجتماعية على فكرة ما أو قضية أو ظاهرة عندما تجتمع، وتعمل على نحو مشترك؛ لتشكيل راى موحد حولها، وليشكل هذا الموقف قوة، و دينامية وأداة ضغط لتحقيق النسبة المعلنة من الأهداف.
يعمل الرأي العام عادة على التأثير السلوكي للمنتج من الظاهرة، والمنتج لها بواسطة التصور المنسجم المرفوع، المتفق عليه من قبل تلك التيارات أو المجموعات المتفقة، أو القوة الاجتماعية المتحدة في حيازة موقف ورأي ما.
وسائل التواصل الاجتماعي وبما حققته من امكانية تاثير عظمي وعظيمة في الاستمالة والتأثير على العناوين المختلفة لانتاج المعلومة، و بمواد نقدها على مراكز صناعة القرار، وصناعة المشكلات تصبح ورغم الطاقات الاستثنائية التي بيدها لفعل ذلك التأثير في أوقاتنا الحالية تظل غير مؤتمنة أو مضمونة المصداقية في تقديم الخدمة النقدية البديلة النموذجية. ويعود السبب في ذلك وبنحو فوري ومباشر إل أن تلك المواقف من الرأى العام لا تنشأ وبصفة دائمة، او تنطلق من معلومات صحيحة خالية من تأثيرات مغرضة من مصادر أو جهات ما .
في مقدمة العوامل لذلك الإخفاق تقوم الشائعة، التي هي ذاتها من ثمار صنع وسائل التواصل الاجتماعي التي تجمع بين أعداد متفاوتة من ذوي الوعي المعلوماتي العام الذين كثيراً ما يفشلون في كبح قوة محتوى الشائعة وإبطال مفعولها.
على ذلك تصبح فرص المصداقية في صناعة الأخبار وانتاجها أحياناً غير قادرة أيضاً على تكوين رأى عام بسبب أن من خصائص الراى العام الإسفيري و بشكل إجمالي انه لا يشترط وجود رأى قائد مستقل كان موجوداً ربما من ذي قبل في الإعلام التقليدي يتمثل في الشخصيات العامة المستقلة المؤثرة، والوكالات غير الرسمية والمصادر المهنية المعنية بالأخبار الصحيحة، و إبانة الحقيقة حيث يقع بعض منها ونفسها احياناً في حبال الشائعة وفخها بتناول الشائعة في وحدتها أو جزئياتها.
فلم تعدّ هنالك مصادر متفق عليها لمعرفة الحقيقة حتى ولو خرجت على الناس عارية، ودعتهم إلى مشاهدتها، وهي على عريها ذاك.
ولكن ثمة إمكانية تصبح في إنشاء الشائعة المضادة، التي يعرفها علم الرأي العام بأنها كسبُ الجهات المتضررة في إنتاج معلومات مضادة بدرجة اأشد ضخامة دوياً من الأولى تضمن قيامه لما بعد وظيفة عامل إطفاء الحريق بإنشاء حقيقة موازية مرعبة ضاربة.
فهنالك حلول لا بد أن تتوافر حسب نوعية ومجال الشائعة، وهي ما يمكن وصفها بالحلول العلمية المتخذة من العلم ونتائجه روحها وطاقتها على الإقناع، حتى تغدو الجهة المعتمدة ذات الترشيح الأقوى لترجيح كفة الحقيقة ووضع التعريفات الناجعة لها.
أختم بالقول: ليتنا ننتقل من حجر الأجساد من الجائحة إلى حجر الآذان من الشائعة، فكلاهما فيروس قاتل.
wagdik@yahoo.com