الذي أوجع حميدتي وجعل الدموع تملأ عينيه وهو يتحدث للإعلام أمام المستشفى، هو أن ضحايا أحداث الفتنة الذين ذهب يواسيهم قد استنكفوا زيارته وامتنعوا عن مبادلته التحية كما ذكر ذلك بلسانه، تعبيراً عن غضبهم لعدم تحرك الشرطة وقوات الأمن لحماية أرواح أطفالهم ونسائهم الذين قتلوا بدم بارد.
والذي يلفت النظر فيما قاله حميدتي ضمن خطابه أنه يرمى باللوم في حدوث المجزرة القبلية على أيدٍ خفية قال إنها كانت وراء إختلاق الفتن التي تنتقل من منطقة إلى أخرى في البلاد.
وهذا كلام غير صحيح، والصحيح أن هناك أيدى ولكنها ليست خفية، فالأيدي التي تعمل على إثارة الفتنة وتريد إفشال الثورة، تعمل على ذلك في العلن، وتحت الاضواء الكاشفة، وتوثق لأعمالها بالقلم وبالصورة والصوت، بما تستطيع معه سلطات الأمن – لو أنها رغبت – أن تلتقط أصحابها وتقضي على فتنتهم في نصف نهار.
على مجلسي السيادة والوزراء أن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة الآتية ويجيبوا عنها بصدق وأمانة، فهي تتضمن ما يفتح لهم الطريق نحو حماية البلاد والثورة، والوفاء لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل نجاحها:
– لماذا لم تتحرك حكومة الثورة لتنظيف جهاز الشرطة وإقصاء القيادات التي ثبت أنها تضرب في ظهر الثورة من واقع تراخيها عن القيام بواجباتها في حفظ الأمن؟
– لماذا فشلت حكومة الثورة وقد مضى أكثر من عام على قيامها في محاكمة مجرمي الإنقاذ عن جريمة تنفيذ الانقلاب، وجرائم القتل والتعذيب والفساد؟
– لماذا تتلكأ سلطات وأجهزة الدولة في القبض على الذين يهددون أمن البلاد، سواء بالكتابة، أو عبر المقاطع المصورة، وهناك قوانين موجودة ونافذة تمكنها من ذلك؟
– من يقف وراء تعطيل قانون مفوضية الإصلاح القضائي والقانوني، ويدعم القوى التي تقف ضد الإصلاح؟
من يقف وراء التعيينات التي تجري لأشخاص داخل الوزارة، وبمواقع مهمة في وزارة الخارجية، وغيرها، ممن ظلوا في خدمة النظام حتى لحظة سقوطه؟