كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين (19 مايو 2020م) أنّه يتناول منذ نحو عشرة أيام، على سبيل الوقاية، عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا، متجاهلاً توصيات السلطات الصحية الأميركية بشأنه.
وأكّد ترمب للصحافيين في البيت الأبيض قائلاً: “أتناول منذ نحو أسبوع ونصف… أتناول حبّة يومياً”، مثيراً ردود فعل قوية في الأوساط العلمية والسياسية.
ويستخدم عقار هيدروكسي كلوروكين منذ وقت طويل ضد الملاريا، لكن مدى نجاعته ضد فيروس كورونا المستجد غير مثبتة حتى الآن من خلال أي دراسة دقيقة.
وردّاً على سؤال عن سبب تناوله عقار هيدروكسي كلوروكين قال ترمب: “أعتقد أنّه جيد. لقد سمعت أموراً جيدة جداً عنه. أنتم تعرفون عبارة: ما الذي ستخسره؟”.
وكانت السلطات الصحيّة الأميركية والكندية حذّرت في نهاية أبريل من خطورة استخدام هيدروكسي كلوروكين للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ أو علاج المصابين بهذا الفيروس، إذا لم يكن استخدام هذا العقار يتمّ في إطار تجارب سريرية تخضع للمراقبة.
وحذرت خصوصاً من “مخاطر التعرض لاضطرابات في ضربات القلب”، بسبب تناوله.
وتعليقاً على إعلان ترمب، قالت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي في حديث مع قناة “سي إن إن”، “لا أعتقد أن هذه فكرة جيدة”، مضيفةً “إنه رئيسنا ومن الأفضل ألا يتناول شيئاً لم يوافق عليه العلماء، خصوصاً في مثل فئته العمرية، ولنقل بمثل فئة وزنه، المسماة السمنة المرضية”.
ندد من جهته زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بتصريحات “خطيرة”، موضحاً لقناة “أم أس أن بي سي” أن “ذلك يعطي الناس آمالاً خاطئة… وقد يضعهم بخطر أيضاً”.
وشدد ترامب من جهته على أنّه ليست لديه “أية عوارض” لمرض كوفيد-19، مشيراً إلى أنه يخضع بصورة منتظمة لفحوص مخبرية لتبيان ما إذا كان مصاباً بالفيروس وقد أتت نتائج جميع هذه الفحوص لغاية اليوم سلبية.
في الأثناء، أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأميركية أن الولايات المتحدة تخطت الاثنين عتبة 90 ألف وفاة بوباء كوفيد-19.
ويظهر ترامب منذ أشهر حماسةً إزاء النتائج المحتملة لهذا العقار في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وأعلن منتصف مارس “الأمر مثير جداً للحماسة. أعتقد أن من شأن ذلك تغيير اللعبة. أو ربما لا. لكن وفق ما رأيت، يمكن لذلك تغيير اللعبة”.
وشرح ترامب أمام الصحافيين مطولاً الاثنين خياره تناول العقار كسبيل وقائي. وقال “ستفاجؤون بعدد الأشخاص الذين يتناولونه، خصوصاً من هم في الخط الأمامي. قبل أن يصابوا” بالفيروس.
وقال إنّ تناوله هيدروكسي كلوروكين “لن يؤدّي إلى ضرر”، مؤكّداً أن هذا العقار “يتم استخدامه منذ 40 عاماً (…) الكثير من الأطباء يتناولونه”.
وأشار إلى أن خياره تناول العقار يأتي بمبادرة شخصية لكنه تلقى الضوء الأخضر من طبيب البيت الأبيض.
وأضاف ترامب “قلت له: ماذا تعتقد؟ وأجاب: إذا شئت ذلك. وأجبته: نعم أود ذلك”.
وبدا ترمب مسروراً بالأثر الفجائي الذي خلفه هذا الإعلان، حيث قال للصحافيين “كنت أنتظر أن أرى عيونكم تلمع عندما أقول هذا… نعم، أتناوله منذ أسبوع ونصف وما زلت هنا!”.
ومساء، أكد طبيب البيت الأبيض شون كونلي أنه “بعد نقاشات عديدة” مع الملياردير الجمهوري، استنتج أن “الفوائد المحتملة لهذا العلاج تفوق المخاطر المتصلة به”.
والكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين عقاران يستخدمان منذ سنوات عديدة لعلاج الملاريا وبعض أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وأظهرت دراسة نشرت قبل حوالى عشرة أيام في مجلة “نيو انغلاند” الطبية أنّ تناول عقار هيدروكسي كلوروكين لم يؤدّ إلى أيّ تحسّن كبير أو تدهور كبير في حالة مرضى بكوفيد-19 يعانون من عوارض خطرة.