قرر المجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية في اجتماعه أمس (19 مايو 2020م)، و بالإجماع، اعتماد انسحاب حركة التحرير -مناوي من الجبهة الثورية السودانية، و قال: “إها فقدت بذلك عضويتها في الجبهة باختيارها، و ستكون الجبهة الثورية حرة في ملء هذا المقعد الشاغر بمن يستحق. و يترتب على فقدانها لعضويتها في الجبهة الثورية السودانية، فقدانها لحق تمثيل كتلة الجبهة الثورية في قوى نداء السودان و التي تبوأ فيها القائد مناوي الأمانة العامة لنداء السودان بهذا الاعتبار”.
وأوضح بيان المجلس القيادي “تقدمت حركة جيش تحرير السودان – مناوي بورقة للإصلاح مطلع الشهر الجاري طالبت فيها بإجراء تغييرات جذرية في هياكل الجبهة الثورية بإلغاء المجلس القيادي والرئاسة والأمانة العامة واستبدالها برئاسة أفقية، بالإضافة الي جملة من الاشتراطات الأخرى. وبعد تداول جاد وعميق، رفضت ثمانية من التنظيمات التسعة المكونة للجبهة الثورية الاصلاحات المقترحة، والتي ستؤدي إلى شل قدرة الجبهة على إدارة شأنها واتخاذ القرارات اللازمة في هذا المنعطف المفصلي في العمل الوطني و العملية السلمية”.
وقال المجلس إنه “رأى بدلاً من هذا المشروع التخريبي، تكوين لجنة للنظر في كيفية تطوير أداء الجبهة الثورية تنظيمياً، بإعداد اللوائح المنظمة للعلاقات التنظيمية الأفقية والرأسية، وتقديم برامج ورؤى تتناسب والتطورات في الساحة السياسية السودانية. ولجنة أخري للتواصل مع قيادة حركة تحرير السودان للوصول معها الى اطروحات أكثر توافقية لإصلاح وتفعيل مؤسسات الجبهة. إلا أنه، وقبيل فراغ اللجنتين من أعمالهما، طالعنا في الأسافير بيانات حركة تحرير السودان- مناوي التي أعلنت من خلالها انسحابها من الجبهة الثورية السودانية، بل ومضت أكثر من ذلك بمخاطبتها لوساطة دولة جنوب السودان، وإخطارها رسميا بأنها لم تعد جزءاً من الجبهة الثورية السودانية”.
وقال المجلس إنه تعامل مع موقف حركة التحرير – مناوي “بموضوعية وبمسؤولية، وبعيداً عن مناهج التراشق الإعلامي والمهاترات السياسية التي مجها وملها شعبنا التواق للكلمة الجامعة والجهد الذي يوحد الصف لا الذي يفرقه”؛ مشيراً إلى أنه يعلم علم اليقين “أن حركة تحرير السودان- مناوي تهدف بخطوتها هذه الي تعطيل عملية السلام، وقد سعت لذلك بشتى السبل وظل القائد مناوي باستمرار يهرب من التواجد في جوبا، ويفرض شروط تعجيزية، وقضايا جديدة ليست محل توافق، ورفض التوقيع علي الاتفاق الإطاري باسم الجبهة الثورية، وظل يقول إن منبر مسار دارفور التفاوضي ليس منبر للجبهة الثورية، وهو يريد ان يتحكم في قرارات الجبهة الثورية دون رؤية ودون رغبة في السلام، وتغريداته في التويتر أبلغ دليل على عدم رغبته في السير في مشوار السلام لأسباب يعلمها”.
وقال بيان المجلس القيادي إن “هذه الموضوعية و العقلانية والدعوة إلى الحفاظ على وحدة الجبهة الثورية لم تُجد مع إصرار حركة تحرير السودان- مناوي على فرض رؤيتها الاحادية للإصلاح رغم أنف بقية التنظيمات الثمانية المكونة للجبهة الثورية، ومتعللة بذرائع مختلقة وحجج أوهن من بيت العنكبوت، تعلم حركة التحرير قبل غيرها أن دوافعها الحقيقية لا تمت إلى هذه الذرائع بصلة”، مشيراً إلى أن ذلك كله يعد سبباً لفقدان حركة مناوي عضويتها في الجبهة الثورية.
وقال بيان المجلس القايدي: “هنا تود الجبهة الثورية السودانية أن تؤكد لوساطة دولة جنوب السودان و للحكومة الانتقالية و كل المعنيين بأمر السلام، بأنه ليس هناك غير جبهة ثورية سودانية واحدة، والاعتراف بوجود جبهة أخرى مُدّعاة أمر لا يمكن القبول به، وسيكون له آثار سلبية بالغة على مجمل الأوضاع.
وأعلنت الجبهة الثورية أسفها لموقف حركة تحرير السودان- مناوي، الذي جاء في وقت أحوج ما تكون فيه إلى الوحدة، ويتطلع فيه الشعب الي إنجاز السلام استكمالا لمطلوبات الفترة الانتقالية، وأكدت أنها ماضية بعزيمة قوية في طريق السلام العادل الشامل، وطمأنت جماهيرها وشعبها و بشرتهم بأن السلام قادم قريباً جداً، وأن هذه العثرات الصغيرة لن تزيدها إلا عزماً وإصراراً على التصدي لمهامها الوطنية بارادة لا تلين. وستستمر في تطوير تجربتها وتمتين وحدتها كتحالف إستراتيجي يسهم إيجابا في تحقيق تطلعات الشعب السوداني المشروعة في المواطنة المتساوية والحرية و الديمقراطية والعدالة والسلام الشامل المستدام.
وجددت لجبهة الثورية السودانية عزمها علي المضي بقوة في درب السلام، وأكدت حرصها علي توقيع اتفاق السلام في العشرين من يونيو القادم وفق الجدول الذي طرحته الوساطة. ودعت قوى التغيير والأطراف الإقليمية والدولية، والشعب السوداني لدعم العملية السلمية، تحقيقاً لمطلوبات الثورة السودانية المجيدة.
وقع على البيان كل من:
د. الهادي إدريس يحي
رئيس الجبهة الثورية
رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي
مالك عقار أير
نائب رئيس الجبهة الثورية
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
د. جبريل إبراهيم
الأمين العام للجبهة الثورية
رئيس حركة العدل والمساواة السودانية
التوم هجو
رئيس المجلس التشريعي للجبهة الثورية
رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي
الطاهر حجر
عضو المجلس القيادي للجبهة الثورية
رئيس تجمع قوي تحرير السودان
محمد داؤود بنداك
عضو المجلس القيادي للجبهة الثورية
رئيس حركة تحرير كوش السودانية
أسامة سعيد
رئيس مؤتمر البجا المعارض
الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية السودانية
خالد ادريس
رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة
عضو المجلس القيادي للجبهة الثورية