يشاء المولى عزوجل أن يغترف كيزان السودان في أواخر كل رمضان مبارك، من سوء اعمالهم.. ولسبب يعلمه الله وحده ينغمسون في القتل وسفك الدماء، وارتكاب الموبقات في شهر التوبة والغفران.
بالأمس شهد شاهد منهم بجريمة دفن 28 من خيرة أبناء القوات المسلحة (شهداء رمضان)، شهد على دفنهم أحياء في مقبرة جماعية واحدة. يقول الشاهد إنه طلب من منفذي الجريمة ان يسمحوا له بإطلاق رصاصات الرحمة على رؤوس الشهداء حتى لا يواري عليهم التراب وهم أحياء. لكن المجرمين الأبالسة الذين يساومون شباب السودان اليوم على ثورتهم، أبوا واستكبروا استكباراً. أصروا على دفن زملائهم الضباط أحياء في صحراء قاحلة، واستغرق أهاليهم ثلاثة عقود لمعرفة الحقيقة.
ثم عاود تلامذة الماسونية كيزان السودان، الكرة في اواخر شهر رمضان من العام الماضي، وارتكبوا من خلال كتائبهم جريمة ابشع من سابقاتها. وفوق خيانتهم للوطن وتدميره، بدا أنهم متعطشون للدماء، ويمارسون باحترافية كل أنواع القتل: بالرصاص، والسحل، والأسلحة البيضاء، والرمي في النيل أحياء.
لسبب يعرفونه هم وحدهم، يستلذون بدفن الأحياء أو إغراقهم. واليوم وبسبب تواطؤ عسكر الحكومة ينتظم الكيزان في عمليات إرهابية ضد أطباء السودان، وكادوا أن يعيدوا سيرة القتل في رمضان لولا لطف الله وعنايته.
في الليلة السابقة لمجزرة القيادة، كنت هناك، وكان كل شئ يشي بأمر عظيم قادم، وغدر وشيك. فقد تسلل قبل المجزرة بأيام بعض من كوادر الكيزان داخل مكان الاعتصام في ثياب مدنية، يتحدثون عن الثورة بلسان غير وطني، وبقلوب خاوية لا يصدر منها الا زيف الكلام.
قلت لصديقي مالي أرى في القيادة اليوم وجوهاً كالحة ليس في سيماها أي أثر للثورة أو حب الوطن.
كانت ليلة حزينة ولكن لم يصدق أحد أن يكون القتل في ليلة القدر بكل ذلك الغدر والحقد. لكنها مشيئة الله فقد كتب الله عليهم ارتكاب مثل تلك الجرائم في أواخر شهر رمضان جزاءً ونكالاً لهم…عمّ الغضب الخرطوم بعد المجزرة مباشرة.. وانتظمت المتاريس في كل شارع، وكان يوم الغضب الأكبر، حيث ثار الشعب ثورة لا مثيل لها، ولكن الحرص الاكبر كان منصباً نحو الحفاظ على سلمية الثورة وقد تم تتويج ذلك في هبة 30 يونيه التي أذهلت العالم وافشلت خطط كل من تأبط شرا بالسودان.
تمر ذكرى مجزرة القيادة حزينة، والثورة ما زالت تداوي جراحاتها، فيما يحدث المجرم نفسه الأمارة بالسوء، للعودة إلى سدة الحكم مرة أخرى ولكن هيهات..،
هم حاقدون لأنه ما زال في الوطن روح تسري في أوصاله، ولن يرتاح هؤلاء حتى يروا الوطن جثة هامدة تتكالب عليه القوى الإقليمية التي تشتري ذممهم بثمن بخس.
المعركة الآن ليس بين دين هم أول من يهدم أركانه وكفر، بل المعركة على أشدها بين أن يكون السودان الوطن أو لا يكون. المعركة بين المجرم المستبد الذي استباح الوطن، وضحية يريد أن يلملم جراحاته، وينهض بالوطن من جديد.
في ذكرى مجزرة القيادة واجب على كل وطني حر الانحياز للوطن، والانتصار على الخونة تجار الدين.. وبعد ذلك فليختلف الجميع وتكون الكلمة للشعب وحده.
ذكرى مجزرة القيادة