ما قامت به (الجزيرة) من بث فوري لصلاة التهجد البارحة من منزل بالخرطوم ليس خبرا يستحق الاحتفاء ، فلا الكعبة انتقلت للخرطوم ولا القارئ إسمه السديس ، بل كان تصرفا استفزازيا يمط اللسان طويلا ازدراءا لقرارات حكومتنا ، بل يمضي شوطا إضافيا فيوفر جرعة نفسية تشجع كل من يريد تحدي قرارات الحكومة التي أصبحت موضة لاعداء الثورة هذه الايام.
وهنا يتضح بجلاء خبث المقاصد وهو الخلط مابين رخصة الصلاة في المنزل بسبب جائحة الكورونا وتحويل صالون منزل أحد أغنياء مدينة الخرطوم لمسجد مكيف !! فالأمر يماثل ما يقوم به القصابون غير المرخصين عندما يتغافلون عن مسطرة الالتزام بالقوانين الصحية فيقصبون الذبائح (الكِيري ) في المنازل وليس في المسالخ حيث ينبغي ! وحيث ان القانون يحرم التحايل علي أوامر البلدية بحظر ذبح الذبائح خارج نطاق المسالخ ،حيث تتوفر الرعاية البيطرية للذبيح ،وينص علي عقوبات رادعة من اجل الصحة العامة فان ذات المبدأ يجب ان يطال هذه الصلوات الجماعية الكيري لخطورتها وهذا الوباء اللعين يحصد عشرات الارواح يوميا. فبث صلاة جماعية من منزل ، هذه الايام وقد استدعت نازلة الكورونا إغلاق أقدس حرمين في مكة والمدينة ، فيه ترحيب بل وتبني لتصرف غير قانوني وغير رشيد يخرق أمرا حكوميا بالطوارئ وحظرا للتجوال حفاظا علي صحة شعبنا .
مثل هذا العبث وعدم الاكتراث بقوانين السودان والموت الجماعي لأهله بإصابات الكورونا يستلزم ردعا صارما من وزارة الاعلام !
الدول المحترمة ، كما نري ونسمع كل يوم ، تنتصر لكل جزئيات سيادتها سيما وإن أوامر حظر التجول صادرة عن مجلس يمارس تلك السيادة. الترجمة العقابية لهذا الكلام تستلزم سحب حقوق البث فورا من مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم وحظرها من السودان .
وأخيرا ، لماذا تتكبد قناة الجزيرة تكاليف منصرفات نقل الصلاة من الخرطوم وتدفع أجرة للقمر الصناعي ، ودونها القصور الأرحب في قطر والمساجد الأفخم التي تتزين بها الدوحة؟ ام ياتري ان للأمر صلة بالتزام القناة القطرية بأمر طويل العمر قفل ابواب مساجد الدوحةًومنع الصلوات الجماعية نهائيا !!
aamin@journalist.com