على غير ما عُرف به رجال الدين من بساطة وتواضع عايشنا زمنا ظهرت خلاله بهرجات وتلونات وبذخاً وتنعماً بالحياة اتسم بها الكثير من الذين اتخذوا الدين مسلكاً ومنطلقا تعاملوا به مع الناس مظهراً لا تعاملا وتقديراً لغيرهم بل جعلوه اسلوبا مصلحياً في حياتهم وكان نتاج ذلك العديد من التناقضات والمشاكل التي اضرت بمجتمعنا وأورثته وضعا مأساويا لا زال يعاني منه…ولكن الشيخ الجليل محمد أحمد حسن كان من التواضع والبساطة غيرهم تماما حيث حمل الدين الإسلامي دعوة وأخلاقاُ وتعاملا ومظهرا وحياة بسيطة كان ثمرتها الحب الذي اكسبه المعزة والمكانة السامية والتقدير الكبير من جميع المجتمع السوداني قاطبة….
وقد انتهج الشيخ محمد أحمد اسلوباً بسيطاً سلساً وجاذباً لمحاضريه في محاضراته ولمستمعيه ومشاهديه في الإذاعة والقنوات التلفازية وتفرد بحسن المنطق وجمال السجية وظرافة الأسلوب وجذب المشاهد والمستمع بما تميز به من حسن المخاطبة والاختيار الجيد لألفاظ اللغة المحكية التي كان يتميز بها وكانت عاملا ناجحا في شهرة وتميز برامجه الدعوية والمجتمعية التي ساهمت في حل كثير من الأسئلة والمشاكل والقضايا التي تُوجه إليه من المستمعين والمشاهدين لها…
وقد كان رحمه الله حياة متحركة من الدعوة إلى الله حيث مارس ذلك بإخلاص ونية صادقة وجهد مقدر خلال ممارسته لعمله الكتابي في العديد من الجهات الحكومية وأكثر من جهده ومساعيه في القيام بمهامه الدعوية حينما تفرغ لذلك بعد نزوله للمعاش وذاعت شهرته وحسن أدائه الدعوي والمجتمعي لما كان يقدمه من خدمة دعوية ناجحة وصالحة للمجتمع حفظت له اسمى مكانة واروع محبة خلدت ذكراه لدى جميع الناس ولا شك أن مَنْ أحبه الناس احبه خالقهم وكافأه بالحسنات وبجنته وبالرضا عنه..
الرياض