- مقال منشور في 18 سبتمبر 2019 نعيده اليوم بمناسبة صورة المناسبة ولقاء حمدوك بدعوة شخصية لـ9 صحفيين فقط هم: محجوب عروة، والطاهر ساتي، ومزمل أبو القاسم، وعثمان ميرغني، ويوسف سراج، وأشرف دوشكا، ومحمد لطيف، ومزدلفة محمد عثمان، وشمس الدين ضو البيت. (عبدالرحمن الأمين).
أتمني أن يتعلم حمدوك ويعي درسه كاملا غير منقصوص من مثل المنشور الفضيحة الذي أطلقه احمد البلال الطيب اليوم ملخصاَ محادثة هاتفية قال إنه تلقاها من السيد رئيس الوزراء.
نعم ، د. حمدوك رئيس وزراء لكل السودان لكنه، من الجهة المقابلة، رئيس وزراء أتت به ثورة شعبية لهذا المنصب، وكلفته الثورة تنفيذ استحقاقات محددة ليس من بينها التطبيع مع حلاقيم النظام الباطش الذي أسقطه شعب السودان.
وعليه، ولأن حمدوك يحتاج إلى كل ثانية لتنفيذ مطلوبات الشعب، فإن انصرافه لمهاتفة أحد رموز صحافة التدليس والتكسب الرخيص من أزلام نظم البطش والجبروت والديكتاتورية، يمثل توظيفاً غير رشيد لوقته الثمين، علي أسوأ الافتراضات، وتطبيعاً غير مقبول مع صحافة شاركت في جرائم عمر البشير والتنكيل بنا، من منظور تجريم مباشر للتصرف.
ورغم عدم انعقاد أهلية التخصص القانوني لنا، وعدم ملائمة التوقيت الآن، لعقد محاكمات تكشف وتعاقب جرائم الإعلام السادن في العهد البائد، إلا أننا نعتقد أن السيد رئيس الوزراء بحاجة عاجلة إلى مراجعة الضوابط التي تستهدي به إدارة الاعلام التابعة له في ترتيب مقابلاته الإعلامية. فليس سرا أن “مجرد” ظهور رئيس الوزراء مصافحاً او متحدثاً مع زائر في مكتبه، أي زائر، تصبح تلك الصورة الصماء والبكماء موقفاً سياسياً ذي دلالات ومعانٍ عميقة، وربما يترتب عنها تأثير مباشر في سياستنا الخارجية ومصالحنا. هذا إن كان الزائر أجنبياً، اما إن كان سودانياً، فإن ذلك الظهور مع رئيس الوزراء سوف يُفسر كمحاولة توصيل رسالة مهمة لجهة داخلية معينة! لذلك يتعين أن يُحسن من يتولون جدول مقابلات رئيس مجلس الوزراء اختيار مُجالسيه ويتدبرون الأمر من منظور موازنات سياستنا الداخلية والخارجية المعقدة وكمثال فقط ، فإن اختيار التحاور مع محطة شبكة تلفزيون “المسيرة” اليمنية الشيعية المؤيدة لإيران والتابعة للحوثيين بإمكانه، وفي لحظة واحدة، أن يقلب علاقاتنا مع بلدان محور السعودية / الامارات رأساً علي عقب، بينما حوار مع قناة “الميادين” اللبنانية ذات الصلة بحزب الله الشيعي المؤيد لإيران أيضاً سوف لن يتجاوز أثره عكننة مزاج ذات الخليجيين !!
وعليه ، نأمل أن ينأي مكتب حمدوك الإعلامي من رص الصحافيين واختيارهم وفق المزاج أو بطريقة “يا إيدي شيليني”. فهنا لا مكان للعشوائية إذ يجب إخضاع المقابلات، أو حتي الاتصالات الهاتفية الاجتماعية بالصحافيين، لحزمة عناصر أهمها: لماذا هذا الصحفي دون غيره ولماذا هذا الوسيط الإعلامي دون غيره؟ استطراداً نقول: لا بأس، مطلقاً، أن يكون من بين المعايير موقف تلك الشخصيات أو الوسائل الاعلامية التي ينتسبون إليها من ثورة الشعب السوداني العظيم . فيمكن اعتماد معيار بسيط هو مزيج من الموضوعية وتقدير الشخصي للموقف، ولنسمه معيار “المعقولية “! احتكامنا لهذا المعيار البسيط من شأنه ان يمنع الدكتور حمدوك من دعوة مخرج مسلسل “خفافيش الظلام” لتناول قهوة المساء معه في باحة القصر الجمهوري، وذات المعيار سيمنعه من إلغاء اجتماع مع وزير المالية ليحاور جرو الصحافة الهندي عزالدين أو يلبي عشاء مشويات في حديقة منزل حسين خوجلي الفخيم الذي اشتراه من عرق سمسرته في ترتيب عقود نفط استفاد منها 98% من شعب السودان من عضوية الكيزان.
إجمالا نقول إن رئيس وزرائنا عندما “يمنح” صحافياً بعض وقته لمحاورته، فإن بضعة عناصر أخلاقية ومهنية لا بد من اعتبارها. فأخلاقياً مثل هذا التشريف يستحقه صحفي عاش قلمه بين شعبه لا من فقدوا الحياء فزادوا فوق ما سطروا من سير القوادة الإعلامية مجاهرات عن مضاجعتهم للسلطان! اما المعايير المهنية فهي أعرض وأكثر تنوعاَ وتظل مرهونة في النهاية بمقدار الفائدة المرجوة من بث الحديث أو نشره عبر الوسيلة المختارة وفق القيود المهنية التي تم الاتفاق عليها كأن يكون النشر لكل الحديث On the Record ، أو إحكام سرية كاملة علي الحديث والالتزام بأخذ موافقة الضيف إذا كان لا بد من استخدام بعض الاجتزاءات النصية، وضرورة الاتفاق علي الجهة التي تُنسب إليها وفق مرئياته Off the Record أو تبعيض نسب بعض الاجتزاءت النصية لجهة ثالثة، والتعتيم التام علي الضيف وهويته، وكل ما يمكن أن يكشف عن مكانه او عمله Deep Background.
الان ، ماذا يمكن ان نسمي عصيدة احمد البلال الطيب مما قرأنا هذا الصباح “والأستاذ الكبير” يفاخر بخدمته أربعين عاماً في هذه المهنة، بينما يفشل في ان يتخير أبسط القواعد التقاليد الصحفية الراسخة فينشر حديثاً هاتفياً عبر مكالمة ذات دواعٍ اجتماعية ، فيما يبدو ، لكن الحاوي الإعلامي أخرجها كحوار سياسي أجراه معه السيد حمدوك!
نعم ، د. حمدوك رئيس وزراء لكل السودان لكنه ، من الجهة المقابلة ، رئيس وزراء أتت به ثورة شعبية لهذا المنصب وكلفته الثورة تنفيذ استحقاقات محددة ليس من بينها التطبيع مع حلاقيم النظام الباطش الذي أسقطه شعب السودان . وعليه، ولأن حمدوك يحتاج إلى كل ثانية لتنفيذ مطلوبات الشعب، فإن إنصرافه لمهاتفة أحد رموز صحافة التدليس والتكسب الرخيص من أزلام نظم البطش والجبروت والديكتاتورية، يمثل توظيفاً غير رشيد لوقته الثمين، علي أسوأ الافتراضات، وتطبيعاً غير مقبول مع صحافة شاركت في جرائم عمر البشير والتنكيل بنا، من منظور التجريم المباشر للتصرف.
ورغم عدم انعقاد آهلية التخصص القانوني لنا، وعدم ملائمة التوقيت الآن، لعقد محاكمات تكشف وتعاقب جرائم الإعلام السادن في العهد البائد، إلا أننا نعتقد بأن السيد رئيس الوزراء بحاجة عاجلة إلى مراجعة الضوابط التي تستهدي به إدارة الاعلام التابعة له في ترتيب مقابلاته الاعلامية. فليس سرا أن “مجرد” ظهور رئيس الوزراء مصافحا او متحدثا مع زائر في مكتبه ، أي زائر ، تصبح تلك الصورة الصماء والبكماء موقفاً سياسياً ذي دلالات ومعانٍ عميقة، وربما يترتب عنها تأثيرا مباشرا علي توجهات سياستنا الخارجية ومصالح بلادنا. هذا إن كان الزائر أجنبياً، اما إن كان سودانياً، فإن ذلك الظهور مع رئيس الوزراء سوف يُفسر كمحاولة توصيل رسالة مهمة لجهة داخلية معينة ! لذلك يتعين أن يُحسن من يتولون جدول مقابلات رئيس مجلس الوزراء اختيار مُجالسيه ويتدبرون الأمر من منظور موازنات سياستنا الداخلية والخارجية المعقدة . فمثلا، اختيار التحاور مع محطة شبكة تلفزيون “المسيرة” اليمنية الشيعية المؤيدة لإيران والتابعة للحوثيين بإمكانه، وفي لحظة واحدة، أن يقلب علاقاتنا مع بلدان محور السعودية / الامارات رأساً علي عقب، بينما حوار مع قناة “الميادين” اللبنانية ذات الصلة بحزب الله الشيعي المؤيد لإيران أيضاً سوف لن يتجاوز أثره عكننة مزاج ذات الخليجيين !!
وعليه ، نأمل أن ينأي مكتب حمدوك الإعلامي من رص الصحافيين واختيارهم وفق المزاج أو بطريقة ” يا إيدي شيليني”. فهنا لا مكان للعشوائية إذ يجب إخضاع المقابلات، أو حتي الاتصالات الهاتفية الاجتماعية بالصحافيين، لحزمة عناصر أهمها: لماذا هذا الصحفي دون غيره ولماذا هذا الوسيط الإعلامي دون غيره؟ استطراداً نقول: لا بأس ، مطلقاً، أن يكون من بين المعايير موقف تلك الشخصيات أو الوسائل الاعلامية التي ينتسبون إليها من ثورة الشعب السوداني العظيم . فيمكن اعتماد معيار بسيط هو مزيج من الموضوعية وتقدير الشخصي للموقف، ولنسمه معيار ” المعقولية “! احتكامنا لهذا المعيار البسيط من شأنه ان يمنع الدكتور حمدوك من د…
وعليه ، نأمل أن ينأي مكتب حمدوك الإعلامي من رص الصحافيين واختيارهم وفق المزاج أو بطريقة ” يا إيدي شيليني”. فهنا لا مكان للعشوائية إذ يجب إخضاع المقابلات، أو حتي الاتصالات الهاتفية الاجتماعية بالصحافيين، لحزمة عناصر أهمها: لماذا هذا الصحفي دون غيره ولماذا هذا الوسيط الإعلامي دون غيره؟ استطراداً نقول: لا بأس ، مطلقاً، أن يكون من بين المعايير موقف تلك الشخصيات أو الوسائل الاعلامية التي ينتسبون إليها من ثورة الشعب السوداني العظيم . فيمكن اعتماد معيار بسيط هو مزيج من الموضوعية وتقدير الشخصي للموقف، ولنسمه معيار ” المعقولية “! احتكامنا لهذا المعيار البسيط من شأنه ان يمنع الدكتور حمدوك من دعوة مخرج مسلسل “خفافيش الظلام” لتناول قهوة المساء معه في باحة القصر الجمهوري، وذات المعيار سيمنعه من إلغاء إجتماع مع وزير المالية ليحاور جرو الصحافة الهندي عزالدين أو يلبي عشاء مشويات في حديقة منزل حسين خوجلي الفخيم الذي اشتراه من عرق سمسرته في ترتيب عقود نفط استفاد منها 98% من شعب السودان من عضوية الكيزان.
إجمالا نقول أن رئيس وزرائنا عندما “يمنح” صحافياً بعض وقته لمحاورته، فإن بضعة عناصر أخلاقية ومهنية لا بد من اعتبارها. فأخلاقياً مثل هذا التشريف يستحقه صحفي عاش قلمه بين شعبه لا من فقدوا الحياء فزادوا فوق ما سطروا من سير القوادة الاعلامية مجاهرات عن مضاجعتهم للسلطان! اما المعايير المهنية فهي أعرض وأكثر تنوعاَ وتظل مرهونة في النهاية بمقدار الفائدة المرجوة من بث الحديث أو نشره عبر الوسيلة المختارة وفق القيود المهنية التي تم الاتفاق عليها كأن يكون النشر لكل الحديث On the Record ، أو إحكام سرية كاملة علي الحديث والالتزام بأخذ موافقة الضيف اذا كان لا بد من استخدام بعض الاجتزاءات النصية وضرورة الاتفاق علي الجهة التي تُنسب إليها وفق مرئياته Off the Record أو تبعيض نسب بعض الاجتزاءت النصية لجهة ثالثة، والتعتيم التام علي الضيف وهويته وكل ما يمكن أن يكشف عن مكانه او عمله Deep Background.
الان ، ماذا يمكن ان نسمي عصيدة احمد البلال الطيب مما قرأنا هذا الصباح ” والأستاذ الكبير ” يفاخر بخدمته أربعين عاماً في هذه المهنة، بينما يفشل في ان يتخير أبسط القواعد التقاليد الصحفية الراسخة فينشر حديثاً هاتفياً عبر مكالمة ذات دواعٍ إجتماعية ، فيما يبدو ، لكن الحاوي الإعلامي أخرجها كحوار سياسي أجراه معه السيد حمدوك !
🔴لقراءة المقال في صفحة الكاتب بالفيسبوك :
https://www.facebook.com/abdulrahman.alamin