هارلم كعبة السود فى امريكا ومحط فنونهم وأدابهم.. سميت نهضة هارلم بعدما احتضنت الموسيقيين والمسرحيين والكتاب ومناضلى حركة الحقوق المدنية ، وارست فى ثلاثينات القرن الماضى الحركة التى أشعلت الصحوة الثقافية و بعثت تراث الافروامريكيين ووثقت العلاقة بينهم فكانت الحركة الاكثر تاثيرا على الأدب الافروامريكى ، بل امتد تأثيرها للادب الافريقى عموما .
خرجت هارلم اليوم منددة بوحشية الشرطة الامريكية
بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطى ابيض فى منيسوتا ..اجمل مافى تظاهرات هارلم سلميتها .. عندما تشاهد هذه التظاهرات ستلاحظ تأثر المتظاهرين سودهم وبيضهم جميعا بتراث حركة الحقوق المدنية واضحا .. ويبدو ان بعض قادتهم كانوا يريدون اليوم إقامة مهرجان خطابة وقصائد على غرار الاشعار التى كان يقراها ثوار السودان ابان ثورتهم فى العام الماضى، دون ان يفطن احد الى ان التباري فى قراءة الاشعار كانت بمثابة رخرخة و نمرة شاذة فى السيمفونيات التى عزفها ابناء وبنات السودان آنذاك ، لان الشعر لايفهمه كل الناس خاصة فى بلد مثل السودان ثلاثة ارباع شعوبه يعتبرون اللغة العربية نفسها لغة غزاة فرضت عليها قسرا عن طريق النبوت ، وان احد أسباب ثورتهم رفض هيمنة المركز العروبى و تأمره لطمس ثقافاتهم وهوياتهم ، الشعر حديثه و قديمه لايرهب الطغاة، ولا يخيف الكيزان او اى نظام ظالم حول العالم ولا يقود لتغيير الباطل ، المارشات هى التى تبث الرعب فى أوصال الطغاة ونظمهم العدلية والاقتصادية والاجتماعية الجائرة وتأتى بالتغيير ولو بعد حين …وحسنا رفض الشباب حبسهم فى مكان واحد فى قلب هارلم وفرضوا المارشات التى تجوب الحى من اقصاه لأقصاه بما فيها الجزء المطل على المحيط ..وتسمعهم فى الفيديوهات يهتفون : ( الشارع ملك من ؟ ملكنا نحن ) ، المتظاهرون من كل الاجناس ، هواتفهم فى أيديهم ، يغردون على تويتر بانهم سلميون وان اى تحول فى التظاهرات سيكون سببه الشرطة.!!