الخرطوم – التحرير:
دفي الوقت الذي تتحدث فيه قيادات أحزاب الأمة وقواعدها التي تفرقت وباتت شيعاً ومجموعات عن ضرورة لم شمل شتات أهل الأمة، برز شكل جديد من أشكال الخلاف بين القيادات على خلفية حديث د. الصادق الهادي رئيس حزب الأمة واتهامه الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بتزوير التاريخ، والوقوف عقبة أمام وحدة كيان الأنصار والحزب.
وجاء حديث الصادق الهادي حسب كثير من المراقبين كردة فعل على تصريحات للإمام الصادق قال فيها إن الصادق الهادي لم تكن له علاقة بالسياسة، مما عدّه هجوماً من الإمام على شخصه، فيما رآه مراقبون حديثاً عادياً، قصد به الإمام أن تجربة الهادي السياسية حديثة.
ويرى هؤلاء المراقبون أن ما تعرض له حزب الأمة من انشقاقات كان أمراً قد دُبر له بليل؛ من أجل إضعافه حتى لا ينافس حزب المؤتمر الوطني الحاكم؛ لأن حزب الأمة القومي هو الحزب الوحيد الذي شكل خطراً على الحزب الحاكم، وهو ما جعل الوطني يعمل على زرع الفتنة بين أبناء المنتمين إليه، فكانت الانشطارات التي خلفت مجموعة من أحزاب الأمة التي لم تحقق فاعلية سياسية حقيقية على أرض الواقع، بخلاف الحزب الرئيس حزب الأمة القومي، بينما سايرت بقية أحزاب الأمة المنشقة الحزب الحاكم، وباتت ضمن حاشيته، تشاركه الحكم من خلال تمثيل صوري يضفي على حكمه صفة التعددية.
عدد من المحللين الذين تحدثوا لـ (التحرير) يرون أن الكيانات التي انشطرت عن حزب الأمة القومي هي الآن أكثر حاجة إلى العودة للحزب الأم، وراهن المحللون على مقدرة الأمة القومي على تجاوز تلك الخلافات، خصوصاً بعد عودة الإمام الصادق المهدي، وقالوا إن للرجل كاريزما وقدرة على التأثير في كل الفرق والتيارات، وأنه قادر بما يتمتع به من خبرة طويلة في إدارة الشأن السياسي والاجتماعي بحزب الأمة القومي على إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
تجدر الإشارة إلى أن الأمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، عقب عودته للبلاد، قال في خطابه للحشود التي استقبلته من قواعد الحزب وكيان الأنصار إنه كتب لأجهزة حزب الأمة منذ أكثر من عام، وأقترح عليها ما يمكن تسميته التأسيس الرابع لحزب الأمة القومي، وشرح الأمام مراحل تأسيس الحزب على مر تاريخه الطويل، قائلاً:(كان التأسيس الأول في عام 1945م، والثاني في عام 1964م، والثالث في عام 1985م، وهذا التأسيس الرابع سوف يحقق عبوراً تقدمياً في المجال العمري، والنوعي، والاجتماعي والجهوي).
وأكد أن التأسيس الرابع لحزب الأمة سوف تدرسه ورشة جامعة من قيادات الحزب، وترفع توصياتها للمؤتمر الثامن الذي سيعقد عقب اكتمال المؤتمرات القاعدية.
ويعتقد عدد من المحللين أن التأسيس الرابع للأمة ربما استصحب مسألة جمع شتات الأمة؛ لتعود إلى حضن الأمة القومي تحت قيادة الإمام الصادق المهدي.