مثل الشطة اللاهبة لأصحاب المصران .. تبدو أجواء السياسة هذه الأيام لاسعة وشهية ومقلقة!
كل اللاعبين في المشهد الحالي يريدون تمكيناً من نوع ما، والتكتيكات تتنوع وتتلون، لكن صاحب النصيب هو من يطيح الآخرين بالضربة القاضية الفنية في ختام النزال الجماعي.
المواجهات في مسرحنا ليست محصورة بين كتلتين متنافستين، ففي داخل كل كتلة توجد مباريات جانبية شرسة لخطف النفوذ، ويبدو أن الجميع يمارسون الضرب تحت الحزام، فالأسافير عصية على مطاردة المجرمين، ولذلك يستطيع المتحاربون تحريك جيوشهم الإلكترونية .. ليمارسوا اللدغ والدس والاغتيال المعنوي لكل من يبرز في مسرح الخصوم وتضيع دماء القتيل بين قبائل الأشباح الإسفيرية !
شخصيا لا أنسى بعض الشطحات عن القواعد القانونية للنزال، فيبدو أن الفيروس لا يقتصر على أبطال المواجهات في حلباتنا ولا يستثنى حتى ميادين كرة القدم، ولذلك ترسخ في الذهن (نطحة) زيدان الشهيرة للاعب الطلياني في نهائي مونديال ألمانيا عام ٢٠٠٦، كما تتشبث بالذاكرة عضة الملاكم تايسون لغريمه هوليفيلد في نزالهما الشهير عام ١٩٩٧.
لكن شطحات الرياضة كوم .. وشطحات السياسة كوم آخر، فشطحات الرياضة تنحصر آثارها على المتنافسين، لكن شطحات السياسة يعقبها مغص يشمل البلاد كلها، ولذلك نستطيع فهم ما يجري الآن من إثارة وتدافع ثم آلام .. وكله بسبب الجوائح السياسية التي تعصف بالمشهد الوطني.
بعض الشطة اللاهبة مفيد ولذيذ .. لكن الإكثار منها أليم ومؤذٍ .. خصوصا للبلاد التي تعاني من متاعب المصران !