عندما يعلن بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء حكومة الوحدة الإسرائيلية، المكونة من عتاة المتطرفين فى الفكر والفعل العدوانى ضد كل ما هو عربى وفلسطينى أن الوقت حان لتنفيذ حلم أول رئيس وزراء للدولة القائمة بالاحتلال – إسرائيل – ديفيد بن جوريون فى 1948 بضم الضفة الغربية أو مساحات شاسعة لسيادة هذه الدولة، فذلك يؤشر بوضوح إلى طبيعة احتداد الصراع العربى الإسرائيلى خلال السنوات المقبلة، وتفاقمه إلى درجة الاشتعال وإطلاق مرحلة جديدة من الفوضى، وفقا لتحذيرات أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، فالشعب الفلسطينى لن يقف ساكتا أمام استمرارية العدوانية الإسرائيلية، والتى تعمل على قضم ما تبقى له من وطن من فلسطين التاريخية التى تم التهام الجزء الأكبر منها فى حرب 1948، ومن ثم قد يلجأ إلى خيار المقاومة، وهو ما تبرره المواثيق الدولية، بيد أنه ليس بوسع أحد أن يضمن أن يبقى هذا الخيار فى سياقه السلمى الشعبى، مثلما حدث فى انتفاضتى 1988 و2000 وهنا تكمن الخطورة .
إن الدولة القائمة بالاحتلال تحاول أن توظف كل المعطيات الراهنة لمصلحة مخططها، من إنشغال العالم بالتصدى لتفشى جائحة كورونا، وسقوط العديد من الدول العربية فى فخ الاحتراب الداخلى تفاقم أزمات سوريا وليبيا واليمن، وبالطبع فى مقدمة ذلك الإنقسام الفلسطينى الذى يضعف -دون شك – من امتلاك الإرادة السياسية الموحدة وبالتالى القدرات الذاتية للمواجهة والتصدى، ومع ذلك فإن القيادة الفلسطينية تبنت خيارات عملية لأول مرة، تجسدت فى التخلى عن الاتفاقيات المبرمة مع دولة الاحتلال، والدولة الكبرى الداعمة لها، وبدأت تنفيذ ذلك بوقف التنسيق الأمنى معهما، وأبدت الدول العربية رفضا قويا وقاطعا للخطوة، وإن كان هذا الرفض غير مصحوب بالخطوات والأليات الضاغطة، فضلا عن موقف أوروبى مندد وغير مؤيد ومتمسك بالقانون القانونى بينما الولايات المتحدة على عكس التيار تصر على تقديم كل الإسناد لدولة الاحتلال على نحو غير مسبوق .
هنا رصد لكل هذه المواقف والمعطيات وقراءة فى مخاطر المخطط ومالذى سينجم عنه بالذات على صعيد وأد الحلم الفلسطينى بإقامة الدولة المستقلة القابلة للحياة .
مقدمة لصفحة أعدتها الأهرام. وقد كتبتها نائب رئيس التحرير
أسماء الحسينى