سيظل الصراع بين الحق والباطل مستمراً إلى يوم الدين، وهنالك من يلبسون الحق بالباطل ولكن اعرف الحق لتعرف اهله.
فى فترة نظام مايو تدهور الاقتصاد تدهوراً كبيراً، وتحول السودان من دوله منتجة إلى دولة مستهلكة، وانهار الجنيه السودانى الذى كان يساوى 3,3 دولار وهوى لدرجة أصبح الدولار يساوى 4,5 جنيها بالسعر الرسمى، وأصبح الحد الادنى للأجور الذى كان 60 جنيهاً لايكفى حاجة أسبوع، ناهيك عن شهر، لذلك كان من أولويات حكومة السيد الصادق المهدى رفع الأجور حتى تكفى حاجة العاملين فضاعفتها بنسبة 600% ليصبح الحد الأدنى 300 جنيه.
والشيء بالشيء يذكر، فجمهورية الكيزان سارت بخطى أسرع من نميري، واستهدفت أيضاً قطاع العاملين والمنتجين وأذلتهم ووسعت الطبقة الطفيلية التى أنتجها نظام مايو، وها هي حكومة الثورة فى شخص وزير المالية أنصفت العاملين، وردّت إليهم اعتبارهم، وشجعت المنتجين ليتحول السودان من مستهلك إلى منتج، ويزدهر الاقتصاد، ولكن الشيوعيين عارضوا هذه الزيادات، ورفضوها وكانوا يسعون إلى الإطاحة بوزير المالية، ليتولاها كبلو ليبتلع الزيادات، ويحرم مستحقيها، ولكن وزير الماليه الصنديد الجسور سار بثبات من أجل وطنه ومواطنيه، وقد ضحى بوظيفته المرموقه لأجلهم.
ايها المواطن لا يستغفلك العقائديون الشموليون حملة لواء الدمار، الذين شعارهم جوع كلبك يتبعك، ان كانوا شيوعيين اوكيزان فهم سواء وأعلم أن عزتك وكرامتك فى حريتك التى تنتزعها بروح ودماء شهدائك فلا تفرط فيها هذه المرة، فقد جاء الحق، وزهق الباطل، فهل عرفت عدوك؟ أم ليس بعد؟