وحي الفكرة
من يجيدون قراءة الواقع ويحسنون تحليل الوقائع والتجاذبات السياسية والمخابراتية والمحاولات المستميتة لايقاف حركة التغيير الثوري سيكتشوف ان السودان قد دخل بالفعل الي مرحلة اللاعودة للخلف او التراجع عن طريق التغيير الحتمي…
ولعل الرهان علي الشباب ووعيهم وعزمهم لصناعة مستقبل جديد يخلص السودان من كل ماعلق بتاريخه وراهنه السياسي من احتكار ومجاملات وتستر …هو سيد الموقف الآن ..
الشباب يضغطون الآن من اجل انجاز الخطوة الاولي نحو المستقبل الحقيقي باصرارهم علي الحكومة الانتقالية بمجلسيها بتمكين لجنة التحقق الخاصة بقضية فض الاعتصام وكشف الذين ارتكبوا هذا الجرم ومحاكمتهم علنا وايقاع العقوبة التي تثأر لشهداء الثورة …
لأن هذا المطلب الاساسي هو الحدث الفيصل الذي اذا ماتحقق أكد ان التغيير قد بدا بالفعل وان سودان المستقبل لايعرف المجاملة او التهاون او التراخي في محاسبة من يخون الوطن ويتآمر علي الشعب..
ولن يفلح من يظن التسويف او التلفيق يستطيع مواجهة وعي الشباب ولذا فالافضل للحكومة الانتقالية وكل من يحاول ان يوقف التغيير اوسرقة ثورة الشباب ان يتجه لتوفيق اوضاعه مع سودان جديد لايسمح شعبه بخديعته مرة اخري…
الوقائع والقراءة الصحيحة لمايجري تؤكد ان السودان يتجه بقوة نحو العبور من مرحلة تاريخية مأذومة الي مرحلة جديدة يتخلص فيها من القيود العتيقة..
الرهان علي الشباب رهان حقيقي…لانه وببساطة هم الشعب الآن…وانهم من يمسكون بزمام المبادرة وهم الشارع العريض الذي لايخون…
فمن الحكمة ان تدرك الاحزاب السياسية المترهلة والطوائف الخاملة وتيارات اليسار الحركي وجماعات الاسلام المتحركة ..ان تبحث عن تجديد افكارها وتتخلص حتي من اسمائها وقادتها فالمرحلة القادمة للشباب والتجديد والسباق نحو النهضة الحقيقية..
ومايسند هذه الحقائق وصحة الرهان علي الشباب… هو ان الشباب هم القوة التي ستجد الحكومات والاحزاب وحتي المؤسسات العسكرية والامنية القومية مضطرة لتبني رغباتهم بل والاستعداد للاستعانة بهم لبناؤ مؤسسات قومية ووطنية تعتمد علي العلم والقانون ولا تفرط في حق الوطن وحقوق المواطنة…ليكون الوطن فوق الجميع وللجميع…
واذا كان الناس قد اجمعوا في كل اركان الدنيا علي ان العالم لن يعود علي ماكان عليه بعد جائحة كورونا… فإننا نقول كذلك السودان لن يعود الي ماكان عليه سابقا بعد ثورة الشباب …
الرهان حقيقي والمستقبل الواعد ينتظر السودان…