آفة السودان في من يمتهنون السياسة كوظيفة، وقد أحدثت نزفاً في كل أوساط المهن الأخرى، فقد السودان كماً هائلاً من الكفاءات في الطب والهندسة والزراعة والأدب حولوا مهنهم إلى سياسيين، بيد أنها أسرع مهنة للثراء والشهرة، أدواتها الصوت المرتفع وعمامة وشال، وكتر الحكي فوق رؤوس اليتامى. حوار رئيس مجلس الوزراء أكد أن السودان يتجه نحو الإنتاج، الانتاج وليس الأقوال والهتاف. البعض كان ينتظر قرارات ووعوداً، كما العهد السابق، فعلق د. حمدوك الجرس على الأعناق، إما انتاج أو إنتاج، وليس هناك مكان للهتيفة والمنظراتية والسياسيين.
من كان يرى في السياسة مهنة، فليتحسس عمامته، فالمستقبل للمنتجين فقط، وذلك ما سيشهده كل العالم خاصة بعد زوال جائحة “كوفيد-19”.
المدير التنفيذي وكبير الباحثين في معهد دافينشي توماس فري يرى أن 47% من الوظائف المعروفة حالياً لن تكون مطلوبة في سوق العمل، وأن 60٪ من وظائف المستقبل لم تخترع بعد. لذا ينبغى الاعتناء بالتدريب المهني والتقني وإعادة الحيوية لهذه المنصات التعليمية عالية القيمة، فعصر التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي والروبوت ستطغى على مهن كثيرة، وستكون الحاجة شديدة إلى عدة وظائف، منها على سبيل المثال البرمجة التقنية، وأمن المعلومات، وتحليل البيانات، والطاقة البديلة، والقانون الدولي، والتسويق، والاستشارات، والتخطيط المالي، وصناعة المحتوى، والتخطيط والبرمجة الصناعية، وغيرها من الوظائف الحقيقية.