كنت باقرأ القرآن و باستغرب جدا من القصص الملحمية اللي ذكرت فيه “ازاي إن الناس شافت الأحداث الخارقة” دي بتحصل قدامها وهما برضه عندهم تبلد فظيع و مش راضيين يغيروا حتى أبسط عاداتهم اليومية؟…
عندك مثلا قصة ابن سيدنا نوح..اللي شاف طوفان في الصحرا بعينيه..و شاف أبوه على مدار سنين طويلة بيبني سفينة في صحرا..يعني معجزة المفروض تزلزل كيانك وتخليك على الأقل تغير تفكيرك في الحياة…لكن لأ..قال: أنا اطلع فوق جبل و الموج مش هيوصلني.. حل علمي منطقي.. صح؟. رغم إن السفينة المعجزة أمام عينيه…والقبطان نفسه بيصرخ فيه و بيترجاه أنه يركب..لكنه رغم كل حاجة .. ما قدرش يتغير.. وافتكر أنه هيقدر يكمل بنفس غطرسته..وكانت النهاية..
الشعب الفرعوني تحت قيادة الفرعون أيام موسى..ربنا أرسل ليهم رسائل كتيرة.. يصحوا الصبح يلاقوا البلد مليانة ضفادع .. والنيل اتحول لدم.. وأراضيهم الخصبة؛ الجراد بياكل محصولها. و كأن الكون كله غضبان عليهم .. يفكروا؟ يتغيروا؟ لأ .. استمروا في حياتهم عادي لغاية ما فرعونهم بجيشهم غرقوا..
و يمكن بتقدمهم العلمي المذهل كان عندهم طرق ترفيه زي النتفليكس بتاعنا ينسيهم “الرسائل” دي لغاية ما الجراد يمشى و الدم يخلص و مصر ترجع للوضع “الطبيعي”..
بص لنفسك و لحواليك.. الطوفان جه لكل بيت في العالم ..و كورونا دخلت كل قرية صغيرة في العالم و أجبرت الناس انهم يتحبسوا في بيوتهم.. و بدل ما الأغلبية العظمى من الناس تحاول تقف مع نفسها وقفة و تتغير.. بقا لسان حالنا: سآوي إلى كمامة تعصمني من المرض .. هالبس كمامة..
طبعا لِبس الكمامة فُرض عليك لحماية نفسك و حماية غيرك .. بس ما يكونش هوا ده رد فعلك الوحيد على حدث كوني بيهز جذور حياتنا كلنا.. و بيأثر في اقتصادك وصحتك وحريتك وحتى طريقة سلامك و مقابلتك للناس..
أغلب الناس بدل ما يكون العزل فرصة للتفكير و التغيير ..أصبح بالنسبة لهم سباق في مشاهدة نيتفليكس و تيك توك و التحديات الهزلية اللي انتشرت على السوشيال ميديا .. و ابتكار طرق لتضييع الوقت و تخدير المخ…و كأن شيئا لم يكن!
ساعتها بس ترجع تقرا آيات الملاحم في القرآن و تفهم رد الفعل المتبلد للناس دي أمام آيات و أحداث كونية يمكن أكثر من اللي بنشوفه النهارده مع كورونا..
ما تبقاش متبلد زيهم.. ما تخليش رد فعلك لكورونا: أنا هلبس ماسْك..
اعتبرها رسالة و شوف معناها في حياتك..
البس كمامة..و اتبع كل تعليمات السلامة..
بس الأهم: افتح قلبك و عقلك و كيانك للرسالة الربانية!
بقلم :
د. أحمد غانم
مصري مقيم في الولايات المتحدة