من المزعج جدا ان تسيطر علي انس الشباب ونقاشاتهم ومجادلاتهم حول طموحاتهم الشخصية الهجرة بعيدا عن وطنهم ولو بطرق غير مشروعةكالمغامرة بركوب البحر طمعا في الوصول الي شواطئ اوروبا… او التسلل عبر الحدود المصرية الي داخل اسرائيل…
وتلك امثلة لبعض المتفائلين من الشباب… اي ان طموحاتهم تنتظر المخاطرة بالغرق في لجة البحر الابيض المتوسط لتلتهم اجسادهم حيتان البحر أو أن يكونوا عرضة لرصاص حرس الحدود مابين مصر وإسرائيل…
وكل ذلك يحدث نتيجة اﻷسقاط النفسي السالب الكثيف والذي يحاصرهم،
وهم علي حق لكن السؤال :- من الذي اوصلهم إلى هذه المرحلة المتأخرة من اﻹحباط …؟؟
الضغوط الرهيبة التى يعاني منها الشباب هي التي أشعلت فتيل الثورة ..إذ لا مجال للشباب في ممارسة أنشطتهم السياسية ولا الثقافية ولا الرياضية… ﻷنه يستحيل ممارسة ذلك إﻻ عبر محاصصة بغيضة اغلقت كل اﻷبواب أمام الشباب… فليس من السهل أن تدخل في نشاط سياسي أو ثقافي أو رياضى أوحتي الحصول علي وظيفة إﻻ بتزكية من ديناصورات لم يمنعهم تقدم العمر وإﻹقتراب الي مرحلة الخرف من التمسك بسيطرتهم الكاملة علي مفاصل البلاد طولا وعرضا….
إذن كانت الثورة من أجل إجتثاث دوائر محكمة من السيطرة الممتدة عبر السنين وأﻷنظمة المتوارثة والوجوه المتكررة عبر الحقب التأريخية…
جاءت ثورة الشباب من أجل تخليص وطن عظيم اسمه السودان أقعدته اطماع شخصية ورغبات أسرية وطموحات حزبية رخيصة من ان يكون وطنا متصدرا قائمة الشعوب الناهضة..
وحتي تكتمل الثورة لا بد ان تكتسح ثورة الشباب وروح التغيير والتجديد الاحزاب السياسية و المنابر الثقافية وكل أﻷنشطة الرياضية ، أن تتسع المبادارت واﻹبتكارات داخل المجتمعات والقطاعات الخدمية مع اﻹحتفاظ بأصحاب الخبرات واستشارتهم بمايخدم التغيير .
فالتغيير المجزوء والثورة الناقصة لن تحقق للشباب طموحاتهم الشخصية في الحصول علي وظيفة وتكوين أسرة والاستقرار وتنمية المهارات واشباع الرغبات الطبيعية رياضيا وثقافيا واجتماعيا، كما ان الثورة الناقصة والمجزوءة لن تؤهل الدولة للنهضة الشاملة لينطلق الوطن الي مقدمة البلدان المعتمدة علي العلم والمعرفة والابتكار.
ايها الشباب هكذا تكتمل ثورتكم وتتحقق طموحاتكم ولطالما كنتم أحرص الناس على الحفاظ علي اﻹرث اﻷخلاقي للسودان ودون اﻹنزلاق إلى مايسيئ اليكم ويجهض ثورتكم…