معظم الناس يهلوسون هذه الأيام بأعراض تجعل أعينهم جاحظة رعبا من كورونا !
الهلوسة تتجسم كلما انتابنا صداع عابر .. أو عطاس طارئ .. أو فتور وتوعك اعتدناه في حياتنا قبل كورونا .
هي هلوسة شبه جماعية، تشقينا وتضعف مقاومتنا رغم أنها في الغالب محض أوهام، والسبب الأول والأخير هو الإعلام، فللأسف ترعرع الناس على إعلام الرعب، وإعلام الكوارث، وإعلام الصور السوداء، ولذلك فرد هذا الإعلام عضلاته حين هجم فيروس كورونا .. وأصبحنا جميعا أسرى له.
اهدؤوا يا قوم، ففي الحالة السودانية .. أوضاعنا ليست سيئة قياسا بآخرين، وحالات الإصابات اليومية في الغالب هي دون المائتين، بل أن العدد الإجمالي لكل من أصابتهم كرونا في السودان منذ بدء الجائحة ربما يساوي حصيلة يومين أو ثلاثة أيام فقط من مصابي دول قريبة أخرى.
صحيح أن الفحص المتسع للمصابين لم يحدث في السودان، وهو أمر نتفهمه إدراكا لمقاس لحافنا، لكننا نعلم أيضا أن الدراسات الموثوقة تقول إن أكثر من ٨٠% من مصابي الفيروس قد لا يلاحظون إصابتهم ويتجاوزون الحالة بلا جهد، وربما تمر ببعضهم أعراض خفيفة لا تستدعي الذهاب للطبيب، ويشفون بكل سهولة دون أن يعلموا أو يعلم أحد. كما أن من تستدعي حالتهم العون الطبي ترتفع بينهم نسب الشفاء بدرجة عالية يلاحظها كل مراقب للإحصائيات.
الفيروس أربك وزارات الصحة في كل دول العالم، بل أربك اقتصادات عاتية ما كان لها أن تهتز بأي نكبة، والحمد لله أن حالتنا السودانية باقتصادها الهش وإمكاناتنا الشحيحة ما زالت تتنفس رغم أخطاء شابت التجربة الجديدة علينا وعلى العالمين !
لا تكترثوا كثيرا بالطفح الإعلامي المرعب، فأنتم بخير والحمد لله، والعلاجات ومعها اللقاحات نراها تلوح في الأفق القريب بإذن الله الحافظ الشافي.
فقط .. التزموا بالتعليمات الصحية التي باتت معروفة الآن للجميع ..
وخليكم بالبيت.