منذ نجاح ثورة ديسمبر الشعبية في الإطاحة برئيس نظام الحكم السابق عمر البشير لم تتوقف المؤامرات والدسائس، وقد نبهنا وقتها من مخاطر الخلافات السياسية التي بدأت تطفح على سطح قوى الحرية والتغيير.
للأسف استمرت المؤامرات كما استمرت الفتن ومحاولات الوقيعة بين فصائل قوى الحرية والتغيير، وساهمت بعض الأصوات الحزبية في إثارة الخلاقات السياسية، الأمر الذي استغله سدنة النظام السابق، وعملوا على الترويج لها، وتضخيمها لشق وحدة قوى الحرية والتغيير.
كما قلنا من قبل، فإن هذه الخلافات كانت متوقعة؛ لأن قوى الحرية والتغيير تحالف عريض بين كيانات سياسية ونقابية ومجتمعية مختلفة، تراضت وتواثقت على إعلان مبادئ قوى الحرية والتغيير، والعمل على هديه في الفترة الانتقالية.
نبهنا، منذ بدء التعبير عن هذة الخلاقات بصورة منفردة خارج إطار قوى الحرية والتغيير، إلى ضرورة العمل على إصلاح وتجويد الأداء داخلياً للحفاظ على وحدنه وتماسكه؛ لإنجاز أهداف ومهام المرحلة الانتقالية.
إن المطلوب الآن تأجيل هذ الخلافات، وتوظيف الجهود نحو دفع خطوات الحكومة الانتقالية لتحقيق أهداف ومهام المرحلة الانتقالية، مع العمل على إعادة بناء الأحزاب والاتحادات والنقابات تظيمياً وديمقراطياً؛ ستعداداً لمرحلة التعددية الديمقراطية والحكم الراشد.
المؤسف أكثر هو ما حدث هذه الأيام داخل كيان تجمع المهنيين السودانيين أحد اهم مكونات قوى الحرية والتغيير؛ لأنه يجمع في عضويته مختلف الإتحادات والنقابات – بمختلف توجهات بعض أعضائها السياسية – التي قادت ثورة ديسمبرمع جماهير الشعب من كل ألوان الطيف السياسي خاصة النساء والشباب.
إننا نثق في وعي قادة قوى الحرية والتغيير لمحاصرة هذه الخلافات خاصة داخل تجمع المهنيين؛ لأنه ليس من مصلحة أي طرف تأجيجها إعلامياً،كما حدث للأسف.
ونرى ضرورة الإسراع باحتواء هذه الخلافات السياسية، وقبول الخيار الديمقراطي، وعدم وضع العصي أمام مسار العمل في هذه المرحلة الانتقالية.
معروف مسبقاً أن بعض أعضاء الاتحادات والنقابات ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة لكنهم جميعاً ارتضوا العمل سوياً لإنجاز أهداف ومهام إعلان الحرية والتغيير، والأهم الآن المحافظة على وحدة وتماسك تجمع المهنيين، مع استمرار الجهود العملية لإعادة بناء الاتحادات والنقابات ديمقراطياً بدلاً من تبادل الاتهامات غير المبررة، وتعميق الخلافات العدمية.