ترجمة: السماني بابكر عامر
تقصي أثر القاتل :
إن دراسة تفشي مرض ما هي عملية تشبه عمل المباحث. إنها سباق إلي مسرح الجريمة قبل أن يختفي أي دليل، ومقابلة الشهود ومن ثم تبدأ عملية المطاردة، وتعقب القاتل، واحتواؤه قبل أن يضرب مرة أخرى.
رغم بذل مجهود عالمي لم يسبق له مثيل للتوعية بمخاطر المرض. فقد استمر كورونا في التقدم، ويخلف يومياً آلافاً من الضحايا.
التحذير بصوت عال :
إن فهم بدايات ومنشأ أي فيروس يعد أمراً مهماً جداً حتي نستطيع التنبوء بكيفية تأثيره في حياتنا، وكيفية سرعة انتشاره. ولكن كورونا/ منذ البداية فاجأ الجميع.
عندما كان العالم يتاأهب لاستقبال السنة الجديدة، كان دكتور لي ونليانح يعمل في قسم الطوارئ في مستشفى يوهان المركزي، حيث كان هنالك سبعة مرضى يعانون أزمة تنفسية في الرئتين، وقد وضعوا جميعاً في الحجر الصحي.
أرسل دكتور لي في مجموعته الخاصة في الواتساب رسالة في 30 ديسمبر، نقل لهم فيها مخاوفه السيئة، وقال لهم إنه يشهد موجة جديدة من مرض سارس.
اإن مرض سارس هو نوع آخر من الفيروسات التاجية ظهر أول ما ظهر في الصين في العام 2003 م، وانتشر منها إلي 26 دولة، وأصاب أكثر من 8 آلاف شخص.
إن ما كشفه دكتور لي لم يكن موجة ثانية من مرض سارس، ولكنه كان الموجة الأولى من كوفيد 19. بعد ثلاثة أيام من رسالة دكتور لي التي نشرها في واتساب مجموعته والي زملائه محذراً من تفش محتمل لمرض ما، قام البوليس بسجن دكتور لي ومعه 8 آخرين؛ بتهمة نشر الشائعات، حسب ما أشارت اليه وسائل الإعلام الصينية.
بعد أيام من اطلاق سراحه، أصابت كورونا دكتور لي، ومات في 7 فبراير 2020م، وعمره انذاك 34 عاماً، وترك وراءه ابناً وزوجته الحامل!.