كان ملء السمع والبصر منذ أن كان يعمل في مكتب النشر التربوي بوزارة التربية والتعليم وسط كوكبة من المعلمين والمصممين الفنيين الذين أسسوا مجلة الصبيان للأطفالK التي مازالت مكانتها شاغرة، وكان السكرتير الفني لمجلة “الباحث الصغير” التي كانت تصدر من مكتب النشر التربوي.
كان من نجوم أسابيع التخرج في المعهد الفني الذي تحول إلى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وظلت كلية الفنون الجميلة والتطبيقية تحرص على إقامة أسابيع التخرج التي تتحول إلى مهرجانات ثقافية تنتهي بوداع رائع يتألق فيه الفنان الشامل أحد أبرز خريجي المعهد الفني شرحبيل أحمد.
انتقل إلى سلطنة عمان حيث عمل في صحيفة عمان، وظل يواصل عطاءه الفني في ساحة الإبداع التشكيلي والتصميم الفني في سلطنة عمان إلى أن عاد للسودان ليواصل مسيرته الرائدة في ساحات العمل التشكيلي، خاصة في المؤسسات الصحفية مثل “الصحافة” و”السوداني الدولي” وترك بصاته الفنية في الصحف التي عمل بها، بما في ذلك تصميم “اللوقو” والأعمدة الصحفية، كما عمل في بعض المؤسسات في مجال التصميم الفني في إصداراتها.
لم ينقطع عن العطاء الفني إلى أن أقعده المرض قيل الحظر الصحي الذي فرضته الإجراءات الصحية لمحاصرة إنتشار فايروس كوفيد 19، لكنه ظل يعمل عبر فضاءات النت إلى أن اشتد عليه المرض وحاصره في الفراش.
أشهد أنه كان حمامة المسجد بشمبات حيث يقطن وأسرته في منزله،ان يحرص على صلاة الفجر بالمسجد، وبعد ان اشتد عليه المرض ظل يصلي كل الاوقات في البيت.
تعززت علاقتي به اكثر بعد زواجي من شقيقته رقية التي صبرت معي فى السراء والضراء قبل أن ننتقل معاً إلى هذه القارة البعيدة، لكننا ظللنا على اتصال عبر الواتس والاتصال الهاتفي إلى ان انقطع مؤخراً عن الرد على رسائلي الإلكترونية والمحادثات التلفونية، لكنني ظللت اطمئن على صحته عبر زوجته ابنتي نادية عبدالحميد.
علمت بانتفاله إلى الرحمن الرحيم فجر اليوم الجمعة أي مساء أمس الخميس في السودان، حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى بعد مسيرة عامرة بالعطاء الفني والإنساني النبيل.
أسأل الله عز وجل أن يتقبل أخي وصديقي المصمم الفني خال الأولاد علي عبدالله محمد علي بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل البركة في ذريته، وأن يلهمنا ويلهمهم الصبر وحسن العزاء، ولا نقول إلا كما قال سيد الخلق أجمعين : القلب يحزن والعين تدمع وإنا لفراقك لمجزونون ياعلي. إنا لله وإنا إليه راجعون