📍خريف السياسة
جانب من تعقيدات الشخصية السودانية ،السلبية.. حكاها زميل يدرس في جامعة الخرطوم..عندما سألته متلهفاً ..ماالذي تذكره في اول محاضرة ، فرد قائلاً: “ذكر لنا المحاضر ان السودان وضعه عقيم عديم الجدوى ! ذلك حاله منذ الأزل وربما بقي كذلك الى الأبد” .. كنت في المرحلة الثانوية ..ومن يومها اصبح هذا الامر هاجساً لم يتزحزح عن مخيلتي حتى اليوم. الدكتور عبد الرؤوف محمد آدم (مشكلة الهوية السودانية).
‼️هل اصبح جلد الذات صفة ملازمة لنا؟ نحن نلوم انفسنا كثيراً ..نمارس السادية ونلطخ وجوهنا بالوحل،من استذواق طعم الألم تنبع فرحتنا، نمارس التنمر والعنصرية، ونلعن عنصرية امريكيا وجنوب افريقيا، وعنصرية الفكر والجهة ..نغرس الندم ونصدر الياس..بكميات تجارية ،حتى في زمن الكورونا، مجدنا الرؤساء ..سير سير ..وابو عاج اخوي ..وياقائدنا وفارسنا.. وختمناها ب(بلا وانجلا).
الشخصية السودانية عالم من الجمال والوبال..الجد والكرم ..عدم المبالاة ،نصرة المحتاج ، الضجر السريع، ضد قانون الحصاد والصبر عليه، غيور على الوطن..وممارسات غير وطنية، نصفق للزعماء ولا نعينهم .. ولا نصبر عليهم ..ثم ننقلب عليهم ، نحتاج كثيراً ان نراجع انفسنا من اجل وطن نحبه؟
يعلل د.محمد آدم ..ظاهرة الانقسام الملازم لنا بين قوى الماضي المحافظ وقوى التقدم اللبرالية الحديثة ، هذه الثنائية يمثلها تضارب الرؤى الفكرية، والتعددية المتنافرة ،فمن ناحية يظل بعض انصار الطائفية الحزبية يرددون محاسنها ،من الحفاظ على تماسك الفئات ،وتجنب تناحرها العرقي والعشائري، اما الفئة المناهضة فتقف في الجانب الآخر ..منبه الى مثاليتها وفساد الاخرى ، وبين هذا وذاك ..نحتاج لمشروع وطني يقوده الشباب ، فان كانت الاحزاب غير قادرة على استيعاب وجذب الشباب، فالتتنحى قليلاً، أو ينخرط الشباب في احزاب تؤمن الديمقراطية واستدامتها.
واخيراً شكراً لثورة القرن .. التي نأمل ان تخرجنا من ضيق وفشل يلازمنا.. بالتقاء جيل البطولات ، بعد ان جئنا باعظم ثورة ،انتظمت كل البلاد لاول مرة في تاريخ السودان،ثورة اصبحت ايقونه عالميةللثورات ، فجرها الشباب والكنداكات يلوحون بالاماني ،ليخرجونا من خيباتنا نحن الكبار بكل امراضنا التي لم يرثوها منا، بشعار لبسوه وشاحاً..حرية سلام وعدالة.