وسط هذه الامواج المتلاطمة من الاحباطات التي نعيشها من جائحة كورونا الى ازمة الدواء الى تشاكسات تجمع المهنيين الى العدالة الترميمية الى موكب 30 يونيو مجهول الابوين حتى اللحظة .
وسط كل هذا الركام نجد نافذة أمل تفتح لتدخل في رئة الوطن نسمة من نسمات التغيير الذي ينشده شعب السودان .
ومن اين تأتينا هذه النسمة ؟؟.. من مشروع الجزيرة هذا المشروع العملاق الذي لو أحسنا ادارته والاستفادة من خيراته لكفانا ذل السؤال والاحتياج للغير .
وهكذا تظهر لنا اشارات النجاح حتى قبل ان يبدأ العمل عندما يتم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب وليس على شاكلة الذين يملأون مكتب رئيس الوزراء ويتم تعيين رئيس لهم وكأننا في البيت الابيض الامريكي .هذا شأن أخر سنفرد له حيزا مخصصا في قادم الايام .
نعود لمشروع الجزيرة ونقول ان دكتور حمدوك كان موفقا جدا في اختيار دكتور صديق عبد الهادي ابو عشرة ليرأس مجلس ادارة المشروع ( ليتك يا حمدوك كنت موفقا ايضا في اختيار طاقم مكتبك الخاص !! ) .
ومن لا يعرف دكتور عبد الهادي ..هو مؤلف كتاب ( مشروع الجزيرة وجريمة قانون 2005 ) هذا الكتاب الذي منع نشره في السودان وكنت محظوظا في قراءة هذا الكتاب قبل عدة سنوات .
دكتور عبد الهادي وكالعهد به وضع برنامجا اسعافيا وعلى اساس هذا البرنامج تم اختياره لشغل هذا المنصب الحساس . واعتبره ( اي دكتور عبد الهادي ) هو المسؤول الوحيد في الحكومة الانتقالية الذي يتم اختياره وفقا لبرنامج سبق ان اعده هو شخصيا قبل اختياره للوظيفة.
وهنا تبدو المفارقة وولعلكم تذكرون ان دكتور حمدوك قال للجالية السودانية في الرياض انهم لم يستلموا برنامج الحكومة الانتقالية من قوى الحرية بعد مضي اكثر من شهر من تكوين الحكومة .
هذا الرجل وضع برنامجه قبل ان تطأ قدميه ارض المشروع وهذا يؤكد للجميع مدى جديته وإلمامه الكافي والدقيق بكل تفاصيل مشروع الجزيرة .
البرنامج مبذول في وسائل التواصل والصحف ويمكنكم الاطلاع عليه ولكن لا بأس من الوقوف عند بعض جزئياته .
يقول دكتور ابوعشرة في مقدمة برنامجه ان البرنامج له قاعدة نظرية وقاعدة حقائق واقعية مستمدة من تجربة المزارعين التاريخية في المشروع .
البرنامج يتحدث مطولا عن الادارة ويضع له حلول عملية جدا بعيدا عن الكلام الانشائي والمرسل .
وواحدة من مرتكزات برنامجه الاسعافي هي تجميد الديون المستحقة على المزارعين لينظر في أمرها مستقبلا . وايضا ان يتم توفير مدخلات الانتاج للعام الزراعي الاول للخطة الاسعافية عن طريق منحه او مساعدة من اعضاء المجتمع الدولي وكأنه يريد ان يقول للمجتمع الدولي والمانحين لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد .
البرنامج يتحدث ايضا وبتفصيل دقيق عن البنية التحتية للمشروع وكذلك عن التركيبة المحصولية واعادة الحياة للابحاث الزراعية تحت شعار الابحاث الزراعية اولا وثانيا وثالثا .
من النقاط الهامة في البرنامج هي الالغاء الفوري وعدم الاعتراف باي علاقات تعاقدية مع اي من شركات الخدمات المتكاملة والعمل الفوري على اتباع الطرق القانونية لأجل استرداد ممتلكات المشروع التي تم الاستيلاء عليها .
ونأتي الى قمة سنام هذا البرنامج الاسعافي وهو العمل على الالغاء الفوري لقانون 2005 والعمل مؤقتا بقانون 1984 وذلك لحين اصدار قانون جديد .
قانون 2005 سيء السمعة والذي استباح مشروع الجزيرة وتم نهب مقدرات وممتلكات هذا المشروع بأسم هذا القانون وتم تدمير علاقات الانتاج وملكيات الارض وتشرد الاف المزارعين والتدخل السافر لشركات النهلب المصلح في المشروع . كلها كانت بسبب هذا القانون السيء والذي ذبح المشروع من الوريد للوريد .
قطعا هذا البرنامج الاسعافي سيجد مقاومة عنيفه من اصحاب المصالح الخاصة وخاصة الغاء قانون 2005 وانهاء تعاقدات شركات الخدمات المتكاملة . وسيضعون المتاريس امام الرجل وسيعملون كل ما في وسعهم لافشاله ولافشال برنامجه وسيواجه بحرب ضروس من اصحاب المصالح الخاصة .
يا مزارعي مشروع الجزيرة .. قد دقت ساعة النصر وعليكم الوقوف بكل جد خلف هذا الرجل لاعادة المشروع لسابق عهده .. هو لن ينجح الا بوقوفكم معه ومساندته
اتمنى من اجهزة الاعلام وكتاب الرأي المخلصين ان يساندوا هذا الرجل وطرح برنامجه للشعب حتى يتبين الجميع عظمة ما يود انجازه … نجاح مشروع الجزيرة أمانه في عنق كل سوداني مخلص لوطنه .
فليكن شعارنا ..نجاح مشروع الجزيرة هو نجاح لثورة ديسمبر العظيمة