ياشمعة في زوايا الصف تأتلق
تنير درب المعالي وهي تحترق.
ياصادق الفجر انت الصبح والفلق
لافض فوك فمنه الدر منتثر
ولا حرمت فمنك الخير مندفق.
المعلم ؛ هو النور الساطع، والقائد الفكري المسؤول عن تزويد الطلاب بالمعرفه المعلومة وتيسيرها وتبسيطها. المعلم حين يدرك رسالته ويعتز بها لأنها مستمده من دينه وأخلاقياته فانها تكون شرفا له وشرفا لمهنته. فالمعلم الحق هو من تحلى بالصفات النبيله كالأمانه، والصدق والقوه، والحلم والحزم، والإنضباط، والتسامح وحسن المظهر، وبشاشة الوجه، و الإبتسامة الجاذبة، و الاستقامة، والأمانة العلميه (ألا يبخل على الطلاب بالمعلومه) الضمير اليقظ، والحس الناقد للمحاسبة الذات.وتدخل في المراقبة الذاتية.
كان المعلم في الزمن الجميل واقصد به زمن ما قبل الإنقاذ (حكومة الحراميه) له وضع خاص ، ومكانة سامقة، بما له كارزمة تتجسد فيه تلك الشخصية المرموقة التي تغنت بها الحسان (الماشي لي باريس جيب لي معاك عريس شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس) فكان المعلم أنيقاً ،مهندماً حسن المظهر، ذكرا كان ام أنثى لأنه كان يتقاضى راتبا يكفيه وأهله. دون البحث عن مصدر رزق آخر ليحسن به وضعه اقتصاديا.
فكان المعلم شعلة نشاط يقوم بواجبه بل يعزز في نفوس طلابه ضرورة الإنتماء والتفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى مؤمنا بمبدأ ( الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها).
فكانت تقام الليالي الثقافيه والجمعيات الأديبه والإثراء الثقافي والإجتماعي، و الفكري.. بل كان المعلم أديبا، وشاعراً، وكاتباً ، ومجيداً للغات الحيه عالما، مثقفاً، ملماً بل كان موسوعة- قوقل زمانه.
وكان المعلم عضو مؤثر في مجتمعه بل شريك للوالدين في التربية والتنشئة. والكل ينظر إليه نظرة تقدير واحترام وتبجيل لانه صاحب رساله مقدسة وشريفة. وكانت وزارة التربيه تولي المعلم جل اهتمامها. (من تأهيل، والتدريب وتحديث لمعلوماته وابتعاثه الي أوروبا وامريكا لنهل مزيد من العلم وصقل تجاربه..) إيمانا منها بأن المعلم هو الركيزه الهامة في تقدم الأمم وسيادتها. فالدول الراقيه المتقدمة حضاريا تسعى الي توفير أكبر قدر ممكن من الرعايه والعناية للعاملين في مهنة التعليم بما يوفر لهم الحياة الكريمه. ويهيئ لهم البيئة الطيبه للعمل.
وفي عهد الإنقاذ الطامة الكبرى (حكومة العساكر) وخصمت كثير من التعليم الحكومي والمعلم ودمرتهم تدميرا لدرجة أصبحت مخرجات التعليم الحكومي متدنية جدا الا مارحم ربي. فافتقر قطاع التعليم العام وهاجرت الكفاءات والخبرات يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله . أما الذين جلسوا يقاتلون في سبيل الله منهم من مات قهرا وظلما فقرا ومنهم من قضى شهيدا وهم كثر أمثال الشهيد العلم (أحمد خير).
فأتجه أصحاب القدرات الماديه للمدارس الخاصة. ولغوا التعليم الحكومي تماما.
الي ان قامت ثورة ديسمبر المجيدة واشتعلت حماس اهل السودان واسقطت حكم العسكر. وجاءت الحكومه الإنتقاليه فيها الشق المدني. وجاء الأخ وزير الماليه السيد ابراهيم البدوي. بنظرته الثاقبه وفكره المتقد وعقله المتفتح. فنظر لوضع المعلم نظرة المنصف. فعدل مرتب المعلم بخمس أضعاف مرتبه السابق فكانت فرحة عارمه وبهجة غمرت كل العاملين في قطاع التعليم.
له التحيه والتجله والشكر والتقدير من منبر التحرير.
كما ارجوه مكافحة التضخم كي يسعد المعلم براتبه لكي لا يبتلعه السوق دون أن يهنأ به.
التحية والإحترام للأخ وزير التربيه والتعليم كما اتمنى ان يعيد للوزارة سيرتها الأولى لينعم المعلم بالاهتمام والتأهيل والتدريب والتحديث و ان ينال حظه من البعثات الخارجيه لاكتساب تجارب الآخرين كما كان سابقا..
لأن المعلم كان الأكثر معاناة في العهد الفاشي عهد عمر البشير الذي كان يصوب جل الميزانية لكلاب أمنه او شرطته مأجورة وكتائب ظله.
التحيه لكل المعلمين والمعلمات مشاعل العلم أينما كانوا.
مسقط
سلطنة عمان.
١٤ يونيو ٢٠٢٠.