(رسالة إلى وزير الإعلام ومدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.)
إلى :
معالي الأستاذ/ فيصل محمد صالح – وزير الثقافة والإعلام
والأستاذ لقمان احمد/ مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون
تحية طيبة واحتراماً
نعلم جميعاً أن محاكمة أي متهم بجريمة قتل، وإن أنزلت عدالة المحكمة بالجاني أقصى درجات العقوبة ، فإنّها لن تعيد الحياة لمن سلبهم الجاني حقهم في الحياة. ولكنها ترسي مبدأ العدالة وإحقاق الحق. وجميعنا نعلم أنّ إرساء مبدأ العدالة هو المؤشر العدل للتفرقة بين مجتمع مدني يعرف ما معنى حقوق الفرد والجماعة ، ومجتمع همجي تأتي أفعاله على النقيض تماماً لمجتمع يحترم آدمية الإنسان ويحاول إنصافه حتى وإن مات.
يوافق (غداً/اليوم) الإثنين الموافق 15 يونيو 2020م حدثاً ينتظره السودانيون في كل شبر من بلادنا وخارجها ، بل ويتابعه من خلال شاشات التلفزيون كل الأحرار وأصحاب الضمير الحي في العالم..ألا وهو محاكمة المتهم في جرائم حرب الإبادة في دارفور علي كوشيب والتي تجري وقائعها في إحدى قاعات مبنى المحكمة الجنائية الدولية ((ICC في لاهاي/ مملكة هولندا.
وكاتب هذه السطور يعرف مثلما تعرفون أهمية مشاهدة أسر الضحايا ، بل ملايين السودانيين لوقائع المحاكمة والتي ستبث على الهواء مباشرة حسب ما جاء في الأخبار. ولأننا نعلم جيداً أنّ أيادي خبيثة للنظام المباد ما تزال تمسك ببعض مفاصل المؤسسات الإعلامية – وخاصة في الإذاعة والتلفزيون ، فإننا نطلب منكما (معالي الوزير فيصل محمد صالح والأستاذ لقمان احمد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون) وطاقم مكتبيكما أن تأذنوا ببث هذا الحدث الهام في تاريخ بلادنا عبر شاشة التلفزيون القومي بثاً مباشراً. ليس هذا فحسب ، بل والإعلان لبدء البث الحي في التلفزيون القومي، والوقوف على سير البث الحي ومتابعته ومراقبته جيداً.
ر إن بث وقائع المحاكمة لأحد متهمي حرب الإبادة في دارفور حق للمشاهد وليس منحة من أحد. وهو أقلّ ما يمكن أن تقدمه محطة التلفزيون القومي لأسر الضحايا كبارقة عزاء. وهو فوق ذلك تأكيد لمبدأ إرساء قيم العدالة التي نادى بها الثوار وهم يطيحون بنظام الإبادة الجماعية في واحدة من أروع ملاحم ثورات العصر- ثورة 19 ديسمبر.
مع أكيد احترامي.
كاتب وناشط حقوق إنسان