حتى وهى تعلن عن وفاة والدها نور عمر (67 عاماً) بسبب كورونا ، يهاجمها العنصريون وجماعات الاسلاموفوبيا وكراهية الأجانب والنساء.
بصرف النظر عن أداء عضو الكونغرس الهان عمر الجنوني، وعلاقتها بقطر وتركيا وموقفنا منها، فإن موضوع والدها شيء آخر تماماً، إذا كنت مثلنا قد مررت بتجربة اللجوء والوقوف فى طوابير الأمم المتحدة عند الرابعة صباحاً، و دخت السبع دوخات بين الترقب والانتظار، ثم الانخراط فى الإجراءات المملة بعدها، والتى قد تستغرق سنين حتى – تعيشها كأنك قاعد على نار إلى حين صعودك للطائرة التى ستقطع بك الأطلسى حاملاً فى يدك كيس بلاستيك عملاقاً مكتوب عليه بخط كبير (اى او ام) فيه أوراقك ( كلما هبطت مطاراً مطلوب منك رفع الكيس لأعلى لكى يراك مندوب الهجرة الدولية، ويقبل عليك لمساعدتك ) – ستشعر بتقدير خاص لهذا الرجل الذى مرّ بذات التجربة، وربما أقسى منها؛ لانه عاش فى مخيم داداب الشهير للاجيئن الصوماليين فى بلد كينياتا، برفقة طفلته بعد موت والدتها، ثم ما لبث أن أتى بها إلى منيسوتا، ووفر لها حياة أفضل ملؤها الأمل والحلم والكرامة، وصنع منها أول نائبة من أصل صومالي فى الكونغرس.
كثير من المهاجرين المسلمين الى امريكا فشلوا فى استغلال طاقة الأمل، وعجزوا عن تحقيق الحلم الأميركي، فضاعوا وضيعوا اولادهم فى الزحام.
الذين يتابعون النائبة الهان فى تويتر ربما قد هزتهم الصورة أدناه والتى نشرتها فى اول يناير 2019 عند وصولها لمطار ريغان فى العاصمة الأميركية من منيابوليس لآداء القسم عضواً فى مجلس النواب حيث كتبت أسفل الصورة (منذ 23 عاما وصلت مع والدى من معسكر للاجئين فى كينيا عبر مطار فى واشنطن، واليوم نعود انا وهو لواشنطن عشية أدائي للقسم أول نائبة من أصل صومالي فى الكونغرس)!