منذ صباح 15 يونيو 2020م قررت ان اهجر البقاء في البيت مجددا بعد ان مكثت فيه قرابة الشهرين بسبب كورونا. لقد دخلت في عزلة انفرادية كانت مساحة تحركي فيها هي مساحة البيت الذي اقيم فيه ولا انظر الي الشارع والي خارج المنزل الا مرات معدودة.
انها عزلة اضطرارية مملة ولكنها ضرورية. كانت الساعات والايام والاسابيع خلال هذه الفترة تمضي مسرعة مع اشراقة كل يوم جديد. وبحمده تعالي انقضت كل هذه المدة ووقانا الله شر ما نخاف ونحاذر .
لكل شيء تكلفة وثمن تدفعه وقد كانت تكلفة حجرنا المنزلي ومع ظروف السودان الضاغطة هو احساسنا بضرورة الخروج ثانية لطلب الرزق سيما وقد علمنا بان هناك اناس كثيرين ظلوا يسعون في مناكب الارض ورغم ما فرض من حظر شملهم والي الان لم يكدر حياتهم طائف من مرض كورونا، ومنهم ميسورو حال ورقيقو حال مثلنا. لقد تكبدنا اثارا نفسية سيئة ونحن متواجدون في بيوتنا بسبب كورونا لان عدم العمل يعني فقدان الامل وكنا ننتظر الساعة واليوم الذي تعلن فيه السلطات رفع الحظر الشامل او شبه الشامل حتي يزاول الناس انشطتهم. في دول اخري ضرب المسؤولون عرض الحائط بفكرة الحظر مثل ما فعل رئيس البرازيل بولسونارو وقال انه يفضل كارثة كورونا علي كارثة انهيار الاقتصاد،
او كما فعل الرئيس التنزاني جون ماكوفولي الذي استورد شرابا عشبيا لكورونا وامر الشعب لتناوله باعتباره دواءا ناجعا وطبق فكرته رئيس الكونغو الديمقراطية. اما هنا في السودان فما انفكت الصحف تطالعنا باحصائيات مرض كورنا اصابات ووفيات حالات تعاف بين مصدق ومكذب ومشكك. في اسواق الخرطوم وشوارعها لا زال الناس متواجدون ولو باعداد اقل كثافة وكذلك السيارات الخاصة. لقد كانت هناك فرص ثمينة لبعض اصحاب تلك المركبات فتضاعفت اجرة الترحيل الي قرابة ال 600% ،
لذا فضل كثير من المواطنين السير علي الاقدام خاصة للمسافات التي تقل عن ثلاثة كيلو مترات، وعند عبور الجسور بين المدن الثلاثة او يجود عليهم احد المحسنين ويحملهم علي عربته وهناك من يحمل العشرات حبا وكرامة ومروءة. لقد اخترت مكان سكناي الجديد بحيث لا ترافقني صاحبة ولا ولد اعيش وحدي واعزل نفسي عن اسرتي تماما وابتعد عنهم مسافة تزيد عن الاربعين كيلو مترا،
اما جيراني في السكن الجديد فيفصلني منهم قرابة العشرين مترا واحاول جاهدا ان اطبق فكرة التباعد الاجتماعي في المواصلات والاماكن العامة والصلوات. سوف استمر في ذلك حتي يقضي الله امرا كان مفعولا وبذهاب الجائحة باذن الله. نعلم ان النظام الصحي لدينا منهار وان وزير الصحة يقف عاجزا عجزا مزريا فيما يخص مرض كورونا والوضع الصحي علي عمومه. هناك مساعدات ومعينات اتت لوزراة الصحة لمقابلة هذه الطوارئ الصحية ولكن نسمع مر الشكوي والمعاناة من المواطنين وارتفاع رهيب في تكلفة علاج اخف الامراض وقفل المستشفيات الحكومية ونرجو ان نري ما يعيد الينا الامل من اصلاحات في هذا الجانب. اللغط يدور فيما يخص موعد رفع الحظر كليا او جزئيا او استمراره وهنا تجيئ نظرية المؤامرة وروادها الكيزان وفحواها عدم وجود كورونا ولكن الحكومة تريد ان تمنع الناس من التظاهر ضدها بتضخيم هذا الخطر ولجلب مزيد من المساعدات الخارجية من منظمة الصحة العالمية والدول الخارجية ولكن رغم كل ذلك يبقي خطر كورونا ماثلا لانه بلاء عم كل العالم والسودان ليس بدعا من هذه الدول ولكن تقصير الوزارة واضح وعجزها عن منازلة من يمسكون بتقديم مدخلات العمليات الصحية وعدم قدرتها لحل مشاكلهم لا يستطيع ان ينكره احد .
لطفك اللهم وتوفيقك وحفظك بعينك التي لا تنام.