جيرمي بنثام اول من قدَّم نظرية الجزرة والعصا في أوائل الثورة الصناعية عام 1800م تقريباً، للتشجيع والتحفيز، كما تم استخدامه في صحيفة إسترالية في تعليقها على تحفيز الإنتاجية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك تم تسجيل التعبير وتوثيقه في ملحق قاموس أكسفورد في 11 ديسمبر عام 1948م. وهي تعني الطريقة التي تجمع بين عرض الثواب للحث على السلوك الصالح وتشجيع الفعل الجيد، وعرض العقاب لتثبيط السلوك المستهجن وتجنب الفعل السيء.
وقد استمدها جيرمي من القصة القديمة التي تقول إن أفضل طريقة لتحريك البغل الذي يجر عربة هي أن تضع أمامه جزرة تتدلى بعيدة عن متناوله. ثلاثة عوامل أساسية تؤثر بشكل مباشر في أسعار صرف العملات، سياسية واقتصادية وسوقية. مثل ارتفاع معدل التضخم البطالة، الإخفاق في أداء الديون، (حكومية- افراد) كأزمة القطاع العقاري الأمريكي 2008، هذا ملخص ما ذكره الدكتور محمد شاهين في كتابه (أسعار صرف العملات العالمية وأثرها على النمو الاقتصادي)، ما يهمنا في هذا الامر العامل الثالث(السوقية) لانه الأكثر تاثيرا وهو مرتبط بسلوكيات المضاربين وتاثيرها على سعر الصرف، في استطلاع اسفيري مع خبراء اقتصاديين حول القرارات الحازمة والمعالجات التي اقرتها اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية، أكد المدير المالي لشركة الإطارات الدولية سابقا والخبير الاقتصادي عبدالحفيظ عبد المنان الشم، أن سعر الدولار الحالي هو سعر مضاربة ليس إلا.. لأنه ليس هنالك من مبرر لزيادة بهذا الحجم في أسبوع واحد.
كل تجار الدولار يضاربون ويرفعون الأسعار دون وجود طلب حقيقي ومعظم المشترين غير موردين بل قذفوا في قلوبهم الرعب بأن مدخراتهم سوف تتلاشى بنهاية الشهر الجاري، ويروجون بأن الدولار سيقفز. منوها بان تراخي الأجهزة الأمنية خلف هذا التدهور في شتى ضروب الحياة. الا ان حديث نائب رئيس المجلس السيادي، أزعجهم واخافهم. اليوم من الصبح كلهم بدأوا في العرض بأقل من سعر أمس وستتوالى العروض بأسعار اقل. واتوقع لو نفذت الدولة القبضة الأمنية ان يتقهقر الدولار .
الخبير الاقتصادي طارق محمود محمد طه، أشار الى انه في الفترة من ٢٠٠٥ لغاية ٢٠١١ ، كان (البايت )عندوا دولار خسران ، كتير من اصحاب العقارات غيروا قيمة الايجار من الدولار للجنيه ، بسبب العوائد النفطية اصبحت كل البنوك التجارية قادرة على سداد التزامات العملاء الخارجية، و البنك المركزي ما بيعاني من ضيق في دفع التزامات الدولة بالعملة الاجنبية. الشاهد، لو ما اصبحت عندنا صادرات محترمة، لا سياسات حكومية ولا أمنية تكبح سقوط الجنيه في الهوة.. الاخبار والشائعات ممكن تقلل من الانهيار الى حين، لكن لو ما في دخل وانتاج حقيقي سيعاود الجنيه الهبوط.
حديث الخبراء ترجمه اعلان النائب الاول لرئيس مجلس السيادة رئيس لجنة الطوارئ الاقتصادية الفريق اول محمد حمدان حميدتي، عن فراغ لجنته من منشور بنك السودان الخاص بسياسات الذهب، ونظام المحفظة الاستثمارية، داعياً مصدري الذهب إلى إمكانية تصدير ذهبهم من (اليوم)عبر مطار الخرطوم بعائد مجزي، ولم يبق هناك مبررا للتهريب الذي سنتعامل معه بعد ذلك بحزم. وان مهمة لاللجنة خفض الدولار مؤكدا ان زيادة المرتبات امام ارتفاع الدولار ما عندها قيمة، معلناً عن حربه مع تجار العملة وزاد بلهجة (حادة : بعد دا حا نتصارع مع الدولار دا بنمشي ليهو عديل نشوف هو يرمينا ولا نحن نرميهو).
كما بشر رئيس مجلس الوزراء، الرئيس المناوب للجنة العليا للطوارئ، الدكتور عبدالله حمدوك، عن انطلاق اعمال محفظة السلع الاستراتيجية يوم السبت القادم، لمعالجة السلع الاستراتيجية في الصادر تمول (الصمغ العربي والذهب والثروة الحيوانية) وفي الوارد (المحروقات القمح الدواء)، مشيرا الى ان هذه اللجنة تمثل إنجازا حقيقيا للجنة الطوارئ، لمساهمتها في استقرار سعر صر ف الدولار والمساعدة في توفير السلع الأساسية والتخفيف من معاناة المواطنين، مع هذه البشريات التي تبشر باقتصاد سليم معافى، ينتظر السودان مؤتمر اصدقاء السودان المنعقد برعاية ألمانية في 25 يونيو الجاري، بعد اعلان مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، عن مشاركتها ، وأعربت كريستالينا عن شكرها مسؤولة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية على نقاشهم اليوم حول التحضيرات لمؤتمر أصدقاء السودان،والذي يبشر بنجاحات مبكرة من خلال الاعداد لمشروعات قومية مدروسة بعناية.