مليونية 30 يونيو ذات الوجهين والنيتين.. وجه ونية يدعمان الثورة وترسيخها لعلاج القصور ودفعها لتحقيق متطلباتها.. ووجه ونية يهدفان إلى تغويضها وهزيمتها وكسر شكوتها والانتصار للغبينة والهزيمة النكراء -حسب مفهومهم- لمشروع حكم هزم نفسه بنفسه بالخطط الفاشلة والعزل الاجتماعي والجهوي والإقصاء الوظيفي والإنهاك الاقتصادي وتأجيج النزعة القبلية والحروب بين الإثنيات والمجتمعات في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وفصل الوطن الى نصفين شمالي وجنوبي وعزل السودان عن المجتمع العالمي .
وبدل دعم الثورة والحكومة الانتقالية بالشكلية والهتافات والاصطفافات الجماعية والتنديد بمعارضيها ومعوقي سير تقدمها وإتاحة الفرصة لخلق العدائيات مع المعارضين لها فإنه ابرك واسلم وأفيد وانجع وأكثر ناجحا لدعمها ان تكون مليونية تقدم عملا فيه فائدة للجميع يدعم المجتمع الذي صنع الثورة مثل إقامة نفير نظافة عامة وتجميل يشارك فيه المواطنون وخاصة الشباب وكل مسؤولي الدولة والجيش والجهات الأمنية لتزيل من وجه العاصمة ركامات الأوساخ وجبال المخلفات غير اللائقة وغرس وزراعة الزهور والجماليات في شوارعها القاحلة والصادمة للذوق العام.
ويتوفر لهذا النفير العام كل وسائل الانتشار والصحافة والقنوات التلفازية وكل وسائل الدعم من ادوات نظافة وتجميل وآليات وعربات نقل وقد يصبح نفير النظافة هذا للعاصمة عادة شهرية او بعد شهرين او اي مدة مناسبة لنجعل من عاصمتنا مدينة نظيفة جميلة تكحل إعوننا بجمالها حيث يحفها النيلان الخالدان الازرق والأبيض بالمياه والخضرة والطبيعة الخلابة.
وبهذا الكرنفال الجمالي البديع من جميع فئات الشعب والحكومة والجيش والاجهزة الامنية نكون قد دعمنا الثورة والحكومة الانتقالية والوطن وجملنا وزيّنا العاصمة بهذه الوقفة المشرفة بالتعاضد والتعاون وابتعدنا من محاولات الانزلاق الى مهاترات ومواجهات تضر بمجتمعنا وتكثر من مراراته ويتجه الكل الى كل ما يأتي بمصلحة وفائدة له وللوطن والجميع.