من يوم أمس الأحد (21 يونيو 2020م) ارتدت مدينة جدة ثيابها القديمة، فاصبحت تعود إلى أناقتها وجمالها الأخاذ، كأنها عروس جدلت ضفائرها ليلة عرسها!
كانت شهورالحظر فعلاً قد سلبت من جسد هذه المدينة الانيقة كل أو جل معالمها الرشيقة، فكادت أن تتحول إلى مثل تلك المدن التى تعودت ان تكون دوماً فى جوف جلباب مصنوع من التراب!
كانت هذه المدينة رغم جمالها الاخاذ تأوى إلى فراشها قبل المغيب، بل كانت تسابق العصافير أوالطيور إلى اللجوء الى أوكارها، وهى التى لا تعرف ان ترقد أو أن تتوسد مخدات النعاس يوما فى ظل لياليها الجميلة!!
كان أؤلئك الاطفال الذين دأبوا العيش على الرمال الناعسة، وفى جوف الحدائق قد انتابهم يأس عنيف، وقد كانت الأجواء فى كل مكان مثل عيون تذرف الدموع دون أسباب!
لقد عادت الأفراح إلى قلوب (الصغار) قبل الكبار من يوم امس الاحد؛ لتحلو كل الأمكنة والأزمنة، وتحتفل كل الشوارع بأنوارها، بل ترقص على ايقاعات وأنغام لمباتها. وغادرت الأحزان كل جفن من الأجفان!!
إنها مدينة جدة المعروفة بكرمها، وهى تمد اياديها الجميلة والبيضاء لكل زوارها من ملايين الحجاج والمعتمريين على مدار العام!
لقد فتحت احضانها وقلوبها لاستقبال هذا الكم الهائل من البشر دون أن تبدى أي توع من أنواع اليأس أو الملل؛ لأنها تدرك تماماً بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقها لهذه المهمة الدينية العظيمة..وتعرف أيضاً بأن الله له القدرة الكبيرة فى الحفاظ عليها من أجل هذه المهمة العقائديةالرفيعة حتى يأذن بقيام الساعة.