في الوقت الذي كانت لا تزال فيه اغنية ،ما عرف فيما بعد، بالحقيبة
تدور حول الحان الطنبور – الكرير-كان اسماعيل عبدالمعين يتجول في ارجاء السودان بحثا عن انغام جديدة
في زيارة له لكوستي سنة 1935 اكتشف لون جديد من الغناء تؤديه الحكامتان الاختان،ام بشاير وام جباير،علي ايقاع الدلوكة،وهوالذي عرف فيما بعد بالتم تم.اعجب عبد المعين بهذا الاكتشاف الجديد ايما اعجاب،فسال الحكامتين ؛من اين لهما هذا الغناء،فاجابتا انهن اخذن هذا الغناء من مساعدي وسواقي اللواري التي تاتي من غرب السودان.
واغلب الظن انهن كن يقصدن بذلك منطقة شرق كردفان المتاخمة لكوستي والتي اشتهرت باغاني التم تم بالاضافة لاغاني الطنبور-الكرير-
لا سيما عند جوامعة هذه المنطقة
رجع اسماعيل الي ام درمان محمولا بفرحة الاكتشاف وبدا علي الفور في تريد اغاني التم تم علي انغام العود وشرع في تاليف الاغاني علي شاكلتها،وسرعان ما لقيت طريقته الجديدة في الغناء القبول والرواج بين الجمهور في ام درمان،حتي ان مطربي الحقيبة بداو في مباراته في هذا اللون من الغناء.
وكان زنقار بصوته العجيب ،اول من ادخل ايقاع التم تم في اغاني الحقيبة .حيث غني من كلمات عبد القادر تلودي ،سوداني الجوه وجداني ومن بف نفسك يا القطار.ومن كلمات عبد الرحمن الريح غني ؛حبيبي في موضع الجمال بلاقيه.وجاري زنقار في ذلك كرومه باغاني مثل ؛لي زمان بنادي،وجاني طيفه طايف،من كلمات عبد الرحمن الريح.وكتب سيد عبدالعزيز،اغنية،انا راسم في قلبي صورة الباسم الي غير ذلك من الاغاني
واعتقد ان ادخال ايقاع التم تم في اغاني الحقيبة كان نقطة تحول في مسار الاغنية السودانية،لقد كان التم تم بمثابة اللبنة الاولي في صرح ما عرف بالاغنية الحديثة.ومن الدلائل علي ذلك ان رواد هذه الاغنية مثل الكاشف وحسن عطية واحمد المصطفي والفلاتية ،قد بداوا تجاربهم الفنية بترديد اغاني التم تم .والفضل في هذا يعود الي الفنان العبقري المجهول اسماعيل عبدالمعين.ومن الاغاني التي كان يؤديها عبدالمعين بالعود والتي كانت تشكل الامشاج الاولي للاغنية الحديثة ،اغنية ؛ساكن جبال التاكا ،ولاقيته في البياح وغيرها.ثم تضافرت فيما بعد،ايقاعات محلية واجنبية مثل الفالس والسامبا والرمبا، مع ايقاع التم تم في تشكيل ما يعرف الان بالاغنية السودانية الحديثة
عرف عبد المعين بفنان المؤتمر ،مؤتمر الخريجين.حيث لحن وغني له اشهر اناشيده،وهي للعلا،للعلا،وصه يا كنار ،وصرخة روت دمي.وكانت توجه له الدعوات من مختلف انحاء السودان لاداء هذه الاناشيد والاغاني في المناسبات الوطنية المختلفة
في حوالي 1939 سافر اسماعيل الي القاهرة والتحق بمعهد فؤاد الاول لدراسة الموسيقي ليكون بذلك اول سوداني ينال دراسة موسيقية منظمة.ثم سافر الي بارس لاكمال دراسته الموسيقية
يحكي الدكتور الفاتح الطاهر،في كتابه- تاريخ الموسيقي في السودان-ان عبد المعين اثناء دراسته بالقاهرة،وضع مقطوعة موسيقية ،اخذ لحنها من اغنية من جنوب السودان.فسمعها قائد الاسطول الامريكي بالقاهرة واعجب بها فطلب من اسماعيل السماح له بتوزيع هذا اللحن ليكون شعارا للاسطول الامريكي فوافق اسماعيل وسافر معه الي قاعدة الاسطول بالبحر الابيض حيث تم توزيع وتوقيع اللحن،لقاء بضعة جنيهات مصرية .ويقول دكتور الفاتح الطاهر ان اللحن ظهر فيما بعد في فيلم سينمائي حربي
بعد اكمال دراسته عاد عبدالمعين للسودان في اواخر الاربعينات تقربيا وانشا فرقة البساتين الموسيقية ،ومن الاناشيد التي اشتهرت بادائها ،نشيد- واجب الاوطان داعينا-.كما انشا فصلا موسيقيا بالاذاعة
الا انه قيل وجد كثيرا من المضايقات من الاداريين وبعض الموسقيين فتوقف نشاطه
هذه لمحات سريعة من سيرة عبقري موسيقي لم يلق حقه من التقييم ولم يعرف بما فيه الكفاية واظنه غير معروف بالمرة بين الاجيال الحديثة
وهنا اوجه الدعوة للاخوة الموسيقين ؛الموصلي ،وحمزة وبشري والفاتح يسن والي جميع الاخوة المهتمين بتسليط مزيد من الضوء علي سيرة هذا العبقري و التعريف بانجازاته
ورحم الله اسماعيل عبد المعين واحسن اليه