تلقيت رسائل كثيره تثقيفية علي الشوشيال ميديا. فكانت لها اثرها العميق في نفسي وتمنى ان يكون هذا اليوم حافلا بالمواد التثقيفيه والتوعويه في كل القنوات السودانية عن المخدرات ومخاطرها واضرارها النفسيه والاقتصادية والاجتماعية والجسديه المتعددة التي تستهدف العقل وتدمر خلايا المخ ويصاب المتعاطي بالهلوسه وعدم الإدراك الحسي مما يجعله لا يفرق بين الخيال والواقع كما يتعرض لأمراض كثيره منها مرض الكبد والدم والجهاز العصبي .
تعتبر المجتمعات الفقيره واطفال الشوارع هي الشرائح الهشة التي تتأثر بالمخدرات لما لها من مشاكل
نفسيه متجذره مثل تفشي الفقر وعدم وجود أدنى مقومات الحياة.
فكان الجوع قاتلا والغلاء طاحنا والجهل يضرب بجذوره في الأعماق والمرض الذي لا علاج له والهروب من الحياة القاسيه بتعاطي ارخص انواع المخدرات التي تذهب عقولهم وتدمر صحتهم.
والحكومة البائدة كانت لاتبالي بذلك بل كانت تتمني ان يكون كل الشعب فاقد العقل او مهلوس كما كانوا ينعتون الثوار الذين هم براء من تلك التهم.
قد ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعاطي المخدرات بين شباب ( العاطل عن العمل) بل امتدت الي الشباب الغض (الطلاب) داخل حرم منارات العلم في (الجامعات) ذكورا كانوا ام إناث بتدبير ممنهج من حكومة الإنقاذ التي كانت تسمح للصوصها المجرمين النافذين في الدوله باستيراد شحنات من المخدرات بطائرات حربيه مباشرة من الجهات الشاحنة الي مطار التصنيع الحربي تمويها لكي لا يخضعون للتفتيش ولا يعلم الناس بمتاجرتهم بالمخدرات وجلب السموم لتدمير عقول الشباب صناع الغد.
ولكن كشف الله أمرهم ومكرهم (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) بدليل مشكلة الطائره المستأجرة من كزخستان التي كانت جاثمة في مطار التصنيع الحربي . كما نستفسر ماذا جرى في أمرها؟؟ وهذا غير فوضى الحدود المفتوحة لإدخال تلك السموم القاتله.
من الرسائل التي وصلتني بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي سوف يكون غدا ٢٦ يونيو (رساله) نادره جديرة بالتأمل والإهتمام من شخصيه مبدعة، مثقفة. فلفتت انتباهي واسترعت اهتمامي هذه الرسالة لما فيها من حس إنساني النبيل، ومروءة ،وشهامة، و قمة الحكمة في معالجة الأمور.. كيف استخدم الضابط اسلوب ونهج العفو عند المقدره.، وكيف أعطى درساً قوياً في الأخلاق! حُفِر في الذاكرة ذاك الرجل، بكل ذوق وأدب دونما تشهير وتشفي وابتزاز كما كان يسلك ويفعل أفراد الإنقاذ عندما يجدون شخص كهذا (عجل حنيذ او صيد سمين) يفتتونه تفتيتا.. وانظر كيف تصرف ذاك الضابط!! اول ضابط أراه انتفع من علم النفس الذي دُرِس له وكيف استفاد من عقيدته كمسلم مسامح.. وكيف تصرف بنفسه؟!
رغم موقفه ووضعه الحساس . سا ترككم تقرأون وتتأملون كيف تصرف ذاك المسؤول الذي لا أعرف عنه شيئا غير الذي قرأته وستقرؤنه انتم. لقد بحثت عنه كثيرا لم أجد عنه biography في قوقل لادرس سيرته. وأكيد هنالك عدد كبير من القراء قد يكون له فكرة عنه.
وقصدت أن اشرككم هذه ال moral story و لا أطيل عليكم بل افسح لكم المجال لقراءة المقال
ولكم الحكم أحبتي القراء
وجد نفسه فجاءة محاطا بثلاثة من العسكر… حين فتح عينيه بعد أن أخذ نفسا عميقا.. من لفافته اللعينة.. التى كانت من إجتذب قوة رائحتها هؤلاء العسكر أثناء طوافهم الليلي وهم يؤدون واجبهم لتأمين المنطقة..
كان صاحبنا… قد إتخذ موضعا شاعريا… على ضفة النيل الأزرق الشرقية… بالقرب من ( حلة كوكو) … آتيا إليه من المبنى المطل على النيل… في وقت من بداية الليل وإلى ما قبل أن يغشى الليل عتمة الغسق… فأشعل لفافته يبحث عن متعة يصنعها خياله… هروبا من واقع يظنه بأنه مرير..
لم يكمل متعته الواهمة حين داهمه أؤلئك النفر الذين إجتذبتهم إليه تلك الرائحة المألوفة التى يتميّز بها ذلك النوع من الممنوعات التى يعاقب عليها القانون تعاطيا لمن يتعاطها.. فكان مصيره أن يقع في قبضتهم بذلك السبب… والذى رماه صاحبنا على القدر … حين آتاه ..!! وهو شعور يأتيننا دائما عندما نريد التخلص من فعل نقوم به بكامل إرادتنا… وحين نقع في المحظور .. ننكره ونلصقه بالقدر ..!!
حاول التخلص منها … ليقذفها بعيدا… ولكن كانت يد الشرطى أسرع مانعا أياه ذلك بالإمساك بها .. مطفئا بها على راحة يده المخضبة بالحناء…!! فكيف للشرطي أن يتركه أن يتخلص منها… وهى الدليل المادي في حالته .. والقبض عليه متلبسا .. وإلا لا جريمة.
أخذوه.. إلى المركز… قسم شرطة شرق النيل..
الضابط المناوب… برتبة الملازم.. حديث التخرج.. وفي بداية تجربته العملية …
نظر إليه مليا… لحظة من الصمت قبل أن يوجه إلي سؤالا……!
** عريس ؟
فقد كان المتهم الذي أحضروه أمامه.. هيئته كذلك.. كفي يداه ، وقدميه يخضبها لون الحناء كالحة السواد.. وبملابس البيت..(عراقي وسروال)..
كهذا خرج… متعللا لعروسه.. والتى تركها الآن وحيدة لم يفصح لها بحقيقة جهته التى يقصدها .. ماذا يكون الحال عندها الآن.. وقد طالت غيبته بغير ما كانت تتوقعه من إتنظار ظنت بأنه لن يغيب عليها طويلا.. وهو يخرج بتلك الملابس.. وهو أيضا لم يكن بأنه سيغيب عنها فأصبح يعاتب نفسه.. لما فعل ذلك ؟! أنه الآن خسر كل شئ وهو مازال يبدأ مرحلة جديدة في حياته… ما زالت في(شهر العسل)..
وماذا فاعل به هذا الضابط المستجد..؟!
طأطأ براسه نحو الأرض مكسوفا..
وبماذا .. يرد.. إنها النهاية… ولكن تلك المسكينة… ماذا .. يكون حكمها عليه الآن حين تكتشف حقيقة كان يخفيها عنها خالها بعيدة في تعرفها.. ولكن…. حيث لا ينفع الندم…. وأخذ نفسا عميقا… عله يخفف عليه عظم المصيبة..
** لماذا..؟ وما الدافع..؟! وأنت في بداية أجمل ايام حياتك ؟ أن ترتكب ذلك ؟
أتعلم ماهي عقوبتك ؟
كان إستجاوبا من الضابط .. وبداية التحقيق..
لم ينتظر الضابط إجابة… داهمه شعور أليم.. أن قام بتنفيذ واجبه تجاه هذه القضية.. ويضاف له نوع من النجاح في تحقيق العدالة وبداية موفقة تضاف في سجله العملى مستقبلا..
ولكن… ما لهذا المتهم (العريس) ؟!
لابد أن يكون من أمره سر أو مسأله فوق أن تتحملها رقته التى تطل عبر سماته .. فأوقعه مصيره إلى هذه اللحظة.. الفارقة… إما أن تقوده إلى السجن… فتنهي حياة إنسان بدأ بناء مستقبل مع شريكة ..لاتعرف أين هو الآن .. وإن عرفت وحتما ستعرف لو تم إستدعاؤها لتكملة التحقيق..
وإما قرار… نويت أن إتخذه… يكون علاجا أنجع من العقوبة… هكذا حدّث الضابط نفسه..!!
** يا عسكري… صاح الضابط مناديا..
** تمام يا أفندم… إنتصب أماما العسكري.. ومؤديا التحية المعتادة..
** أحضر لي مفتاح العربة من السائق… وحرر هذا المتهم من (الكلبشات) …!!
فعل العسكري كل ذلك وهو في حيرة من أمر هذا الضابط… وخاصة عندما علم بأن الضابط سيصحب هذا المتهم بالعربه ولوحده دون حرس يتبعه..!!
إلى أين ؟
قرر الضابط أن يأخذ المتهم إلى ( الشقة ) التى ترك بها عروسة والتى هي في إنتظاره الآن بعد طال إنتظارها من بداية الليل وإلى الآن.. حيث تكاد الشمس على الظهور وهى أرسلت قبلها تباشير الصباح… الذي كان صباحا مظلم على تلك العروس وهي تضرب أخماسا في أسداس .. وعاجزة الحيلة .. فمن تسأل وإلى أين تذهب.. زال عنها كل ذلك حين سمعت طرقا على الباب .. إيقنها بأن الطارق يحمل لها نبأ .. خيرا.. كان أو شرا… لا يهم مادام أنه قد يزيل عنها حيرتها… قالت ذلك مع نفسها.. حاسمة بأن الطارق ليس هو زوجها.. لأنه يحمل معه مفتاح الشقة والذي كان قد أغلق الباب عليها لحظة خروجه ..
** من الطارق .. قالت بصوت ممذوج بالخوف والألم ووله الإنتظار..
ولكنها لم تنتظر طويلا .. فتح عليها زوجها .. وبصحبته ذلك الضابط… الذي لم يلبث معهما طويلا… وغفل راجعا… بعد أن أودع قولا لينا ونصحا كريما للزوج… وبدلا أن يكون مصيره غير ذلك إن كان قد حقق فيه جزاء ما أغترفه من جرم في حق تلك المسكينة التى إختارت العيش معه وأن يكون سببا في دمارها كأسرة أولا قبل أن يدمر نفسه نحو مصير مجهول كان ينتظره..
رجع الضابط… إلى المركز… ووسط دهشة عساكره… كتب على دفتر الأحوال…
قبضنا على عريس .. متلبسا بتهمة التعاطي… والمعروضات.. (سيجارة بنقو) دسمة…
لم نودعه (الحراسة)… وهو تزدانه (الحنة و الجرتق)…مع معتادي الجريمة.. حتى يتهكموا فيه ساخرين..!!
فأودعناه… إلى سجنه الأبدي… حين كانت تنتظره حارسته ..والتى غاب عنها في لحظة طيش.. ولكننا أعدناه إليها لتنزل عليه العقوبة التى يستحقها .. (الإخلاص إليها.. وللأبد)..
وختم… التقرير..
أنه روح القانون… أصحاب السعادة… !!
وإن أخطأت… فأنني سعيد بما تقررون
الضابط المناوب… قسم شرق النيل.
كان ذلك … هو.. الملازم ثاني..
عبدالرحيم فقيري (برعي)
الذي أحاله النظام البائد إلى المعاش… وهو في قمة عطاؤه..
فإرتحل إلى دولة قطر… مهاجرا .. يستفيد من قدراته من يعرف قدرها… إلى أن إرتحل من دنيانا الفانية فارسا راجلا.. أثر حادث حركة محزن وأليم قبل مدة وإن طالت او قصرت.. فأنه باقيا حيا… تعطرنا ذكراه على الدوام…
وإلى فسيح الجنات … أخي برعي…
فهل كانت.. وما فعلت… أن يأتي إلينا هؤلاء المتأسلمين ليعلمونا … ما صنعت..؟!!
لكم التحية التقدير
أحبتي قراء التحرير الكرام.
له الرحمة والمغفرة. لو كان كل شرطي يتصرف كما تصرف برعي! لما كان في البريه مُدمن. لما كره الشعب شرطي.. نسأل الله أن ينجي المجتمع السوداني وكل المجتمعات العربيه والإسلاميه شر المخدرات وان يكثر من أمثال برعي عليه رحمة الله وعلي الحكومه والمجتمع استغلال طاقات الشباب في المشاريع الحيويه وما أكثرها (في الزراعه بطرق غير تقليديه ضمهم للجمعيات الخيريه ولخدمات اصحاح البيئة والاستفادة من قدراتهم والطاقات الجباره الكامنة فيهم واشغالهم بما يفيد وينفع حتي لا يجد الملل الذي يقود إلى الضياع طريقه إليهم) وكل عام وشبابنا بخير ومعافى من شر السموم والأسقام.
مسقط
سلطنة عمان
25th June 20