أستاذنا مكي علي إدريس وما أدراك ما مكي. يكاد أن يكون فناناً شاملاً، فهو الشاعر بجدارة، والمربي الأستاذ المبدع بجدارة/ والرسام ذو الريشة المُبدعة، وفوق هذا وذاك ملحن مجيد درس في معهد الموسيقى والمسرح، ومغنٍ بارع ومحدث لبق، يجمع بين الادب الرفيع ونظم الشعر باللغتين النوبية والعربية.
كما ان علمه لم يقتصر في الرسم والتلحين والشعر والغناء، بل يكادُ أن يكون مؤرخاً وآثرياً عندما يأتي تاريخ النوبة العظيم.
مكي علي إدريس هو قيثارةٌ نوبية ضلّ طريقه لعالم الاغتراب برغم محبته وعشقه للوطن. فاقت شهرة أغنياته الآفاق، وجابت بلاد الدنيا من مصر للسودان لدول الخليج لاميركا واوربا وكندا، يتغنى الجميع بأغنية عديلة
وهو ثاني شاعر نوبي بعد الراحل العظيم محمد وردي ينظم الشعر السياسي الثوري، فبعد أغنية وردي (فافينا اوناتوني) في حملة المرحوم حسن عبدالماجد للبرلمان في الستينيات، نظم مكي اغنية كجبار التي كانت من أعظم أغاني المقاومة إبان النظام السابق، الذي كان يريد إغراق كجبار، فوقف بطلاً شامخاً بأغنياته الثورية، كما أنه نظم النشيد النوبي ليكون نشيداً لاهله.
مكي مكونٌ ممزوج بين أهل ابيه من ناحية السليم دنقلا وأهل أمه أهل السكوت، فخرج يشبه النَب، وهو الذهب الاصيل.
مكي يستحق ايها الشباب حملة قومية لتكريمه، وعلى الفنانين الشباب الذين يتغنون بأشعاره وأغنياته قيادة هذه الحملة عبر منبرالأغنيات النوبية.