والمطمورة يا سيداتي سادتي – لمن لم يعرفها من الشباب النابض والكنداكات المشرقات الزاهيات.. وهم جميعا أمل السودان الناهضون والمفجرون لثورة ديسمبر الباهرة- هي صومعة لخزن الحبوب كالذرة وغيرها يتم حفرها في باطن الارض حيث كان اباؤنا الغر الميامين في الماضي يخزنون فيها حبوبهم التي حصدوها من زراعتهم وقت الخريف ليخرجوها وقت الضيق والجفاف والصيف لتكون خير معين لهم فيقتاتون منها و تأكل منها بهائمهم وانعامهم فتدر لهم اللبن وتمدهم باللحم والخيرات.
هكذا هي المطمورة التي عبرت وتعبر تماما عن شخصية الرجل المتواضع الجم الأخلاق والسلوك الخبير والدبلوماسي العالمي عبدالله حمدوك.. فهو بالضبط مطمورة السودان التي خزّن فيها رجلا بخبرة ودراية وعلم وتوسع بصيرة ومعرفة بما يدور في عالم اليوم من سياسات ومنظمات وتعاقدات ومعاهدات وما وراء الكواليس العالمية من افق يدرس الماضي ليستفيد به من الحاضر… ولما احتاج الوطن بشدة لما داخل مطمورته المدخورة (حمدوك) وجدها غنية ثرية مشبعة.. عشاء البايتات.. وضوء البيت.. وعجب أمه ومفخر والده وابن السودان البار.
وهو بلا مجاملة اثبت بمقدراته وخبراته العالمية الراسخة وبلا مجال للشك ان التجاوب المنقطع النظير للتجمع العالمي الواسع لشركاء السودان والداعمين له في محنته وضائقته الاقتصادية بألمانيا ما هو إلا صدى ونواتج للنجاح والتوجه الجديد والصحيح والإستراتيجي لحكومة حمدوك الانتقالية ذات الكفاءات والخبرات والسياسات المتفردة التي اشرقت بوجه السودان الاصيل الذي أدخله النطاق والمجال العالمي من اوسع ابوابه وكان ذلك حافرا مغريا لاستجابة المع واشهر المؤسسات العالمية كالبنك الدولي والصندوق الدولي ودول الثقل العالمي امريكا والمانيا والاتحاد الاوروبي والخليج العربي ودول الشرق مثل كوريا وغيرها لتساند وتعاضد وتقف بجانب السودان وتدعمه عند حاجته الى الاصدقاء والداعمين وفي وقت عصيب يعاني فيه كل العالم من وباء فيروس كورونا.
وللأمانة فإن ظاهرة ونجاح مؤتمر المانحين للسودان بألمانيا بغض النظر عن ما نتج منه من فوائد مادية وعينية فانه نجاح كبير وقفز. متفرد بالسياسة السودانية الخارجية من تقوقعها وانعزالها من الواقع العالمي الذي كانت تعيش فيه في عهد نظام الانقاذ البائد وبسببه فقد السودان زمالته الدولية وتأثيره العالمي.
ومن الفوائد العديدة لمؤتمر شركاء السودان الوجه الجديد الحر الديمقراطي المسالم البعيد عن الإرهاب العالمي والمنفتح على العالم الحر الذي ثبتت معالمه وسياسته التي اعلنها حمدوك وظهرت على الواقع السودان وتوجهه العالمي واصبحت حافزا ودافعا لدول العالم لتوجه استثماراتها صوب السودان والاستفادة من موارده وتميزاته البيئية المتعددة في ظاهر ارضه وباطنها والايدي والخبرات السودانية المتراكمة.
وعلى كل فنجاح حمدوك بمعاونة وزارة خاجيته في الإعداد والتنفيذ لهذا المؤتمر واستجابة الشركاء والمؤسسات والمنظمات العالمية ونواتجه المتميزة من دعم ومساندة ونجاح المؤتمر ذاته انتصار كبير لسودان ثورة ديسمبر الظافرة وخطوة كبيرة في الطريق الصحيح تدل دلالة واضحة ان رئيس الوزراء حمدوك (مطمورة دخرية مبروكة بداخلها الخير الكثير للسودان وأهله).
وإن كان من إشادة ضرورية فتستحقها الكنداكة النخلة الباسقة الزميلة الإعلامية المتفردة بهيئة الاذاعة والتلفزيون البريطاني الأستاذة زينب البدوي المذيعة التي نجحت ايما نجاح وتفوق في إدارتها المتميزة لمؤتمر مانحي وشركاء السودان واعطت الوجه الحقيقي المشرق للمثقف والمثقفة السودانيين… وكذلك كل التقدير والإكبار للطاقم والوفد السوداني الرفيع الذي كان سببا في توفر كل ما أدى الى نجاح هذا المؤتمر وبالتأكيد هو ثمرة من ثمرات نجاح وزارة الخارجية السودانية فلها كل الشكر والتقدير ومزيدا من النجاحات العالمية.
وبنجاح (المطمورة) السودانية حمدوك …. الوطن موعود بقدوم مطامير عديدة من كبار السن والخبرات والكفاءات وشبابية خاصة بها مخزون كثير وفيه كثير من الخير لسودان ما بعد ثورة ديسمبر العظيمة…